وصحيحة زرارة عن الباقر عليهالسلام : عن الرجل ينسى أوّل تكبيرة الافتتاح ، فقال : «إن ذكرها قبل الركوع كبّر ثمّ قرأ ثمّ ركع ، وإن ذكرها في الصلاة كبّرها في مقامه في موضع التكبير» (١).
وعن الصادق عليهالسلام إنّ «الإنسان لا ينسى تكبيرة الافتتاح» (٢).
ولا شكّ في أنّه بعيد غاية البعد أن يكون الإنسان ينسى أوّل دخوله في الصلاة ، فالظن حاصل بأنّه كبّر ، كما قال عليهالسلام ، والظنّ يكفي ـ كما ستعرف ـ في جميع أجزاء الصلاة.
مضافا إلى أنّه لم يكبّر بعد ما دخل في القراءة أو غيرها فلا عبرة بالشك فيها ، فما ظنّك بالظن؟ ولذا قال في صحيحة ابن مسلم : «إذا استيقن [أنّه لم يكبّر] فليعد ، ولكن كيف يستيقن؟» (٣). وفي صحيحة الفضل : «إذا حفظ أنّه لم يكبّر» (٤).
فظهر منهما أنّ مع ظنّه بعدم التكبيرة صلاته صحيحة ، ولا حاجة إلى الإعادة.
ومنشؤه ما ذكر من كون نسيانه بعيدا غاية البعد ، فلعلّ المراد من النسيان في هذه الأخبار ظن تركها لا اليقين ، أو أنّ من ادّعى اليقين ربّما لم يكن يقينه يقينا ، كما نعرف من جماعة من الوسواسين ، أو يكون المراد من النسيان للتكبيرة أنّه ذهب عن باله أنّه كبّر أم لا.
ويحتمل الحمل على التقيّة ، لكونها موافقة لمذهب بعض العامّة (٥).
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٢٦ الحديث ١٠٠١ ، وسائل الشيعة : ٦ / ١٤ الحديث ٧٢٢٥.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٢٦ الحديث ٩٩٨ ، وسائل الشيعة : ٦ / ١٥ الحديث ٧٢٢٨.
(٣) وسائل الشيعة : ٦ / ١٣ الحديث ٧٢١٩.
(٤) وسائل الشيعة : ٦ / ١٦ الحديث ٧٢٣٠.
(٥) المغني لابن قدامة : ١ / ٢٧٦.