تخالف
مسحاً مجازاً واستعارة ، وليس هو على الحقيقة ، ولا يجوز لنا أن نصرف كلام الله تعالى عن حقائق ظاهرة إِلّا بحجّة صارفة .
فإِن قال : ما تنكرون من أن يكون جرّ الأرجل في القراءة إِنّما هو لأجل المجاورة لا للنسق ، فإِنّ العرب قد تعرب الاسم بإِعراب ما جاوره ؛ كقولهم : جحر ضبٍّ خربٍ ، فجرّوا خرباً لمجاورته لضبّ ، وإِنْ كان في الحقيقة صفة للحجر لا
للضبّ .
فتكون كذلك الأرجل ،
إِنّما جُرّت لمجاورتها في الذكر لمجرور وهو الرؤوس ؛ قال امرؤ القيس :
كأنّ ثبيراً في
عرانين وبله
|
|
كبيرُ اُناسٍ في
بجادٍ مزمّلِ
|
فجرّ مرمّلاً
لمجاورته لبجاد ، وإِن كان من صفات الكبير ، لا من صفات البجاد ، فتكون الأرجل على هذا مغسولة ، وإِن كانت مجرورة .
قلنا :
هذا باطل من وجوه :
______________________________