وحسنة الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : وسألته عليهالسلام عن الصبي يبول في الثوب ، قال : «تصب عليه الماء قليلا ثمّ تعصره» (١) ، لأنّه ليس فيهما أنّه قبل أن يأكل أم بعده ، فنحملهما إمّا على أنّه بعد الأكل ، أو على التقيّة ، أو على الاستحباب ، أو على العصر المتعارف الذي لا يترك غالبا للتجفيف ، وإن كان الأخير بعيدا بالنسبة إلى الموثّقة.
وحملت الحسنة بنوع آخر ، وهو أنّ العصر واجب ، إذا توقّف عليه إخراج عين النجاسة من الثوب.
قيل : فإنّ ذلك واجب عند من قال بنجاسة هذا البول (٢).
ولا ينافيهما أيضا رواية السكوني عن الصادق عليهالسلام. إلى أن قال : «ولبن الغلام لا يغسل منه الثوب ولا بوله قبل أن يطعم» (٣) ، لضعفها ولعدم المنافاة بين عدم وجوب الغسل ووجوب الصبّ.
وأمّا بول الصبيّة ، فعمومات أخبار وجوب الغسل من البول تشملها ، ولا مخصّص يقاومها ، لأنّ الإجماع غير واقع في هذا الحكم ، والنصوص المذكورة تدلّ على وجوب غسله.
منها ما ذكرنا عن «كشف الغمّة» (٤) ، ومنها ما ذكرنا من «الفقه الرضوي» (٥) ، وما ذكرنا عن الصدوق رحمهالله (٦).
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٥٥ الحديث ١ ، تهذيب الأحكام : ١ / ٢٤٩ الحديث ٧١٤ ، الاستبصار : ١ / ١٧٤ الحديث ٦٠٣ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٣٩٧ الحديث ٣٩٦٧.
(٢) مدارك الأحكام : ٢ / ٣٣٣.
(٣) تهذيب الأحكام : ١ / ٢٥٠ الحديث ٧١٨ ، الاستبصار : ١ / ١٧٣ الحديث ٦٠١ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٣٩٨ الحديث ٣٩٧٠.
(٤) راجع! الصفحة : ٦٨ من هذا الكتاب.
(٥) راجع! الصفحة : ٦٩ و ٧٠ من هذا الكتاب.
(٦) راجع! الصفحة : ٧٠ من هذا الكتاب.