يعلم بأن الذي أرسله بالهدىٰ ودين
الحق لم يقل له انك ستبقىٰ إلى يوم يُبعثون ، وإنما قال له : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ).
فعلام لا يكون النبي الخاتم إذن من أكثر
الأنبياء حرصاً علىٰ بيان مركز القيادة ـ في وصيته ـ من بعده ؟
إن ابتداء دور الخلافة بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله مباشرة ، وانطلاق وصية النبي صلىاللهعليهوآله من النقطة التي تمثل انتهاء مرحلة النبوة
في التاريخ لا يساعد علىٰ تصور اغفال عقل الكون كله للدور الجديد الآتي بعده
، الأمر الذي يؤكد اعطاء وصيته صلىاللهعليهوآله
خصوصية زائدة تختلف عن جميع وصايا الأنبياء السابقين عليهمالسلام.
ونظرة أمينة لا خائنة في فكر أهل البيت عليهمالسلام ـ باعتبارهم المعنيين بوصية النبي صلىاللهعليهوآله دون غيرهم ـ كافية لكشف الحقيقة لمن أرادها
في عدم تنازل هذا الفكر النقي عن الوصية ، ولا التخلّي عن حمايتها ، أو الاستهانة بمركزها
؛ إذ تبنّىٰ مسؤولية الدفاع عنها والدعوة إليها ، وتأكيد ثقلها في حاضر الأمة
ومستقلبها ، كل هذا مع فسح المجال للتفكير بجدية معطياتها ، ودراسة أسبابها وتاريخها
، وكيف صُمّت الآذان يوم الدار عن سماعها ، وكيف منع النبي في رزية يوم الخميس من كتابتها
!
أمن الغرابة إذن لو أنتفضت مُثُل الإسلام
وقيمه العليا ؛ لتحمي تلك الوصية ممّا لحقها ـ في تاريخها ـ من صدٍّ ، ولقلقة ، ومنع
، وتشويه ، وتزوير ، وتحرسها بأشدِّ ما يكون وفاءً للنبي صلىاللهعليهوآله ، وتعبيراً عن الالتزام بخط الوصي عليّ
عليهالسلام ؟
وأمّا القول بفوات أوان الحديث عن تلك الوصية
؛ إذ قد مضى التاريخ بكل ما فيه عليها ، ولم يعد بالإمكان إعادتها إلى واقع الحياة
، ولا إعطاء صاحب الوصية حقّه وهوفي جوار ربّه. وانها قضية قد انتهت ، ولا معنى لاثارتها
من جديد بما تتركه حساسيتها من تأثيرات سلبية علىٰ واقع المسلمين !! فهوخطأ عظيم
؛ لأن بحث الوصية لا يعني حصرها بإطارها التاريخي ، بل المقصود تعميمها إلى حياتنا
العملية ؛ لأن ارتباطنا بالوصي هو ارتباطنا بالموصي ، والقرآن لم يؤقت زمناً للارتباط
بالنبي صلىاللهعليهوآله وإنما أمر بالتمسّك
به في كل آنٍ وزمان ، ومن ثَمَّ فإن تمسّكنا بالوصي لا يعني تمسكنا بالفترة التي عاشها
الوصي ، بل يعني ذلك تمسكنا بخط الوصي الذي لا يحده زمان دون آخر ، حيث اقتحم القرون
وتجاوز العصور حتىٰ صار مقياساً للصحيح من العقيدة ، وأضحت
٧
البحث في وصية النبي صلّى الله عليه وآله
عدد النتائج : ٥٧
الصفحه ١٠٩ : ، وشهد صفين مع علي عليهالسلام. الإصابة ٣ : ٥٠٣ / ٨٤٦٥.
(٥) وقعة صفين : ٤٣٦
، شرح ابن أبي الحديد ٨ : ٧٧
الصفحه ١١٤ : مع القرآن في كفّة واحدة من حيث العصمة والعلم وبقاء
المرجعية إلىٰ يوم الدين.
وهؤلاء هم الشيعة
الصفحه ١١٩ : ء عليهمالسلام وصي عام ووصي خاص ، ونبينا صلىاللهعليهوآله ليس بدعاً من الرسل. الأمر الذي يتّضح معه
مَن أعظم
الصفحه ١٢٠ :
فيها (١). وذلك لأن التسليم بها يعني تسليم العرش
الذي يجلس عليه ، هذا مع أن العباسين قد جاءوا
الصفحه ١٢٢ : صلىاللهعليهوآله
، فقد قيل لها : ندفنك مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
؟ فقالت : إني قد أحدثت
الصفحه ١٢٣ :
بعده ، فادفنوني مع أخواتي
، فدفنت بالبقيع (١).
والآخر
: أن النبي صلىاللهعليهوآله
لم يوصِ
الصفحه ١٢٤ : بالخلافة في حواره مع ابن عباس وفيه : قال
عمر لابن عباس : هل بقي في نفس علي شيء من أمر الخلافة ؟ فقال ابن
الصفحه ١٣١ : له عين ولا أثر في سيرة ابن هشام مع أنها تهذيب لسيرة ابن إسحاق ، مما يعني
حذف الحديث في سيرة ابن هشام
الصفحه ١٣٤ :
١٠ ـ وحذف بيت يصرّح بالوصية من قصيدة الصحابي
النعمان بن عجلان مع أبيات اُخر في رواية ابن عبد البر
الصفحه ١٣٩ : تاريخها إلى اختلاف هذه الأكذوبة ثانياً ، مع
مقارنة هذا الإنكار بأدلّة الوصية ومثبتاتها ثالثاً ، ولكن من
الصفحه ١٤٣ : الصدوق ، ووثّقه
ابن معين ، ويعقوب السدوسي ، وعلي بن المديني وطائفة. وقال أبو زرعة : صدوق ، وجعله
ابن حبان
الصفحه ١٤٦ : أن الوصيّ هو الذي يقوم بالأمر بعد
النبي صلىاللهعليهوآله ديانةً لا شورىٰ
ولا اختياراً. هذا مع أن