علمه ، أيتها الاُمة
المتحيرة بعد نبيها ، أما لو قدّمتم من قدّم الله ، وأخّرتم من أخّر الله ، وأقررتم
الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم ، لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم (١) ... إلى آخر كلامه الذي يدّل على أنه لا
يريد بلفظ الوصي غير الخليفة الذي يلي الأمر بعد الرسول صلىاللهعليهوآله .
٤ ـ وعن الفضل بن العباس بن ربيعة ، قال
: كبّر معاوية لما بلغه وفاة الحسن عليهالسلام
، وكبّر أهل الخضراء ثمّ كبّر أهل المسجد ، فدخل عبد الله بن عباس على معاوية فقال
له : علمت ـ يا بن عباس ـ أن الحسن توفي ؟ قال : ألذلك كبّرت ؟ قال : نعم. قال ابن
عباس : أما والله ما موته بالذي يؤخّر أجلك ، ولا حفرتك بسادّة حفرته ، ولئن أُصبنا
به فقد أُصبنا قبله بسيّد المرسلين وإمام المتقين ورسول ربّ العالمين ، ثمّ بعده بسيّد
الأوصياء ، فجبر الله تلك المصيبة ، ورفع تلك العثرة ... (٢).
٥ ـ وقال عبد الله بن عباس رضياللهعنه في جوابه لكتاب معاوية : وأما قولك : إني
لو بايعني الناس لأسرعت إلىٰ طاعتي ، فقد بايع الناس علياً ، وهو أخو رسول
الله ، وابن عمّه ، ووصيه ، ووزيره ، وهو خير منّي ، فلم تستقم له ... (٣).
٦ ـ وقال حجر بن عدي وجماعة ممن كان معه
حين خيّروهم بين القتل أو البراءة من أمير المؤمنين عليهالسلام
: إن الصبر علىٰ حدّ السيف لأيسر علينا مما تدعونا إليه ، ثمّ القدوم على
الله وعلى نبيّه وعلىٰ وصيه أحبّ إلينا من دخول النار (٤).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢
: ١٧١.
(٢) مروج الذهب ٢ : ٤٣٠.
(٣) الفتوح / ابن أعثم
ـ المجلد الثاني : ١٥٠ ـ دار الكتب العلمية ـ ط ١ ـ ١٤٠٦ ه.