٤ ـ وحينما ناظر عبد الله بن عباس الخوارج
، كان من جملة قولهم : وزعم أنه وصيّ ، فضيّع الوصية. فأجابهم أمير المؤمنين عليهالسلام : « وأمّا قولكم : إني كنت وصياً فضيعت الوصية ، فإن
الله عزّوجلّ يقول :(وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ
اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ
الْعَالَمِينَ)(٢) أفرأيتم هذا البيت لو لم يحجُج إليه أحد ، كان
البيت يكفر ؟ إن هذا البيت لو تركه من استطاع إليه سبيلاً كفر ، وأنتم كفرتم بترككم
إياي ، لا أنا كفرتُ بتركي لكم »(٣).
وممّا يعزّز جواب أمير المؤمنين عليهالسلام قول النبي صلىاللهعليهوآله له عليهالسلام
: « يا علي أنت
بمنزلة الكعبة تؤتىٰ ولا تأتي »(٤) فواجب على الناس
أن يقصدوه ولا يقصد هو أحداً ، وأن يسألوه ولا يسأل أحداً ، ويمتارون منه العلم ولا
يمتار من أحد.
٥ ـ وقال عليهالسلام
في خطبة له : « لا يقاس بآل
محمد صلىاللهعليهوآله من هذه الاُمّة أحد ، ولا يسوّي بهم من جرت نعمتهم
عليه أبداً هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي ،
ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة »(٥).
٦ ـ وعن زيد بن الحسن وعلي بن الحسين عليهالسلام ، قال : خطب الحسن عليهالسلام