حجّة القائلين بأن متعلق
الوصية لا يتجاوز رعاية الأولاد والأهل وقضاء الديون وغيرها من العهود الواردة في الوصايا
العامة.
٢ ـ وفي الحديث الرابع دلالة على أن اختيار
الوصي هو اختيار إلهي لا يتدخل فيه أحد ، فهو تعالىٰ يختار النبي صلىاللهعليهوآله من بين أهل الأرض كافة ، ثم يختار الوصي
على نسق اختيار النبي ، ثم يوحي إلى النبي بتعيينه خليفةً من بعده ، وليس ثمة خليفة
للنبي غير وصيه.
ويدلّ عليه أيضاً ما رواه ابن اسحاق في سيرته
عن سلمان رضياللهعنه أنه سأل رسول
الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول
الله إنه ليس من نبي إلاّ وله وصيّ وسبطان ، فمن وصيك وسبطاك ؟ فلم يجبه صلىاللهعليهوآله ... إلى أن قال : « سألتني عن شيء لم يأتني
فيه أمر ، وقد أتاني أن الله عزّوجل قد بعث أربعة آلاف نبي ، وكان أربعة آلاف وصي ،
وثمانية آلاف سبط ، فوالذي نفسي بيده لأنا خير النبيين ، وإن وصيي لخير الوصيين ، وسبطاي
خير الأسباط »(١).
وسنأتي علىٰ بيان دليل الاصطفاء الإلهي
في شخص أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام
في مبحث خاص من هذا الفصل.
٣ ـ تشتمل الأحاديث المتقدمة على جملة أدلة
جلية على أن المراد بلفظ الوصي هو القائد الرسالي والخليفة الذي يلي الرسول صلىاللهعليهوآله في اُمته.
منها
: اقتران لفظ الوصي الوارد في الأحاديث بألفاظ
اُخرىٰ تدلّ على المضمون السياسي والقيادي ، كالخليفة والوزير وموضع السرّ وقاضي
الدين ومنجز الوعد وغيرها.
__________________
(١) سيرة ابن إسحاق :
١٢٤ ـ ١٢٥ ـ دار الفكر ـ بيروت.
٥٠
البحث في وصية النبي صلّى الله عليه وآله
عدد النتائج : ١٠٦
الصفحه ٩ : ، وحافظاً لرسالتها وهكذا فعل النبي صلىاللهعليهوآله
في وصيته لعلي عليهالسلام.
وعلىٰ ضوء المهمة الخطيرة
الصفحه ٢٤ : خنوخَ وهو
إدريس النبي عليهالسلام ونفراً معه ،
وهو أول نبي بُعث في الأرض بعد آدم عليهالسلام
... فولد
الصفحه ٣٤ : وقرطاس أكتب لكم كتاباً ، لن تضلوا
بعدي أبداً » فتنازعوا ولا ينبغي
عند نبيّ تنازع فقالوا : ما شأنه أهجر
الصفحه ٤٥ :
فأحجم القوم عنها جميعاً ، فقال علي عليهالسلام وكان أحدثهم سناً : « أنا يا نبي الله أكون
وزيرك
الصفحه ٥١ : ، وتسمعهم صوتي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي ».
ويدلّ عليه ما جاء في الصحيح عن أنس : أن
النبي
الصفحه ٥٦ :
اليوم ، كما تعكس مدى
اهتمام النبي صلىاللهعليهوآله
وحرصه علىٰ تبليغ هذا الأمر الخطير الذي
الصفحه ٥٧ :
علمه ، أيتها الاُمة
المتحيرة بعد نبيها ، أما لو قدّمتم من قدّم الله ، وأخّرتم من أخّر الله
الصفحه ٧١ :
يوم قال النبي : من كنت مولا
ه فها مولاه ، خطب جليلُ
إن ما قاله النبي على
الصفحه ٧٧ : ربّه حيث كان آخر الناس عهداً به.
تربّىٰ عليّ في حجر النبي صلىاللهعليهوآله بعيداً عن أباطيل
الصفحه ٨٢ : الاصطفاء في شخص عليّ عليهالسلام هوأنه نظير النبي صلىاللهعليهوآله في الطهارة والعصمة ، وذلك أمر اختصّ
الصفحه ٩١ :
وعليّ قبل البريّة صلّى
خائفاً حيث لا يعاين ريّا
كان سبقاً مع النبي يصلّي
الصفحه ٩٥ : ، وأن النبي صلىاللهعليهوآله
أوصىٰ إلىٰ علي عليهالسلام
لأنه أعلم اُمته بعده.
فقد روي الطبراني عن
الصفحه ١٠٠ : المهذّب من هاشمِ
رسول الوصيِّ وصيِّ النبي
وخير البرية من قائمِ
الصفحه ١٠٤ : أيضاً :
يا وصيّ النبي قد أجلتِ الحر
ب الأعادي وسارت الأظعانُ
وأستقامت
الصفحه ١١٦ :
٢ ـ أوّل الطبراني مفهوم الوصية في حديث
سلمان الذي رواه عن النبي صلىاللهعليهوآله
وفيه : « فإن