قال النبي عليهالسلام : «نعم» فاشتكى الحبشي حتى فاضت نفسه. فقال ابن عمر : لقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدليه في حفرته بيده [٨١] (١).
(إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً * إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً) قال ابن عبّاس : متفرّقا آية بعد آية ولم ينزله جملة فلذلك قال (نَزَّلْنا)) ...
(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) يعني وكفورا. الألف صلة ، وقال الفرّاء : أو معنى [....] (٢) كقول الشاعر :
لا وجد ثكلى كما وجدت ولا |
|
وجد عجول أضلها ربع (٣) |
أو وجد شيخ أضلّ ناقته |
|
يوم توافي الحجيج فاندفعوا |
أراد : ولا وجد شيخ.
قال قتادة : الآثم : الكفور ، نهى الله سبحانه وتعالى نبيّه عن طاعة أبو جهل لما فرضت على نبيّ الله صلىاللهعليهوسلم الصلاة ، وهو يومئذ بمكّة نهاه أبو جهل عنها وقال : لئن رأيت محمدا يصلي لوطأت على عنقه. فأنزل الله سبحانه هذه الآية.
وقال مقاتل : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ) يعني من مشركي مكّة أنها تعني عتبة بن ربيعة قال للنبي صلىاللهعليهوسلم : إن كنت صنعت ما صنعت من أجل النساء فقد علمت قريش أن بناتي من أجملها بنات فأنا أزوّجك بنتي وأسوقها إليك بغير مهر وأرجع عن هذا الأمر (٤).
(أَوْ كَفُوراً) يعني الوليد بن المغيرة قال للنبي صلىاللهعليهوسلم : يا محمد إن كنت صنعت من أجل المال فقد علمت قريش أني من أكثرهم مالا فأنا أعطيك من المال حتى ترضى فارجع عن هذا الأمر ، فأنزل الله سبحانه (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ [آثِماً]) أنها تعني عتبة (أَوْ كَفُوراً) تعني ولا كفورا وهو الوليد بن المغيرة.
(وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٢٥) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (٢٦) إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (٢٧) نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً (٢٨) إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (٢٩) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (٣٠) يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (٣١))
__________________
(١) تفسير ابن كثير : ١ / ٥٣٦ ، وتفسير القرطبي : ١٩ / ١٤٨.
(٢) غير مقروءة في المخطوط.
(٣) العجول من النساء التي فقد ولدها.
(٤) تفسير القرطبي : ١٩ / ١٤٩ وله تكملة.