سورة الهمزة
مكّيّة ، وهي مائة وثلاثون حرفا ،
وثلاث وثلاثون كلمة ، وتسع آيات
أخبرني محمد بن القاسم قال : حدّثنا إسماعيل بن نحيل قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي قال سعيد بن حفص قال : قرأت على معقل بن عبد الله عن عكرمة ابن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من قرأ سورة (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ) أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من استهزأ بمحمد وأصحابه» [٢٥٧].
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧) إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩))
(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) قال ابن عباس : هم المشّاءون بالنميمة ، المفرّقون بين الأحبّة ، الباغون ، البراء : العنت. سعيد بن جبير وقتادة : الهمزة الذي يأكل لحوم الناس ويغتابهم ، واللمزة : الطعّان عليهم. مجاهد : الهمزة : الطعّان في الناس ، واللمزة : الطعّان في أنساب الناس (١).
وقال أبو العالية والحسن وعطاء بن أبي رباح : الهمزة الذي يغيب ويطعن في وجه الرجل إذا أقبل ، واللمزة الذي يغتابه من خلفه إذا أدبر وغاب. ضده مقاتل. مرّة : يعني كل طعّان عيّاب مغتاب للمرء إذا غاب ، دليله قول زياد بن الأعجم :
إذا لقيتك عن شحط تكاشرني |
|
وإن تغيّبت كنت الهامز اللمزة (٢) |
ابن زيد : الهمزة الذي يهمز الناس بيده ويضربهم ، واللمزة الذي يلمزهم بلسانه ويغيبهم.
__________________
(١) تفسير الطبري : ٣٠ / ٣٧٥.
(٢) لسان العرب : ٥ / ٤٢٦ ، وتفسير القرطبي : ٢٠ / ١٨٢ مورد الآية.