قال : في الذبح يوم الأضحى ، وإليه ذهب الحسن ، قال : لا تذبحوا قبل أن يذبح النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وذلك أن ناسا من المسلمين ذبحوا قبل صلاة النبي صلىاللهعليهوسلم فأمرهم أن يعيدوا الذبح.
وأخبرنا عبد الخالق ، قال : أخبرنا ابن حيي قال : حدّثنا أبو بكر بن أبي العوام الرياحي ، قال : حدّثنا أبي. قال : حدّثنا النعمان بن عبد السّلم التيمي ، عن زفر بن الهذيل ، عن يحيى بن عبد الله التيمي عن حبّال بن رفيدة ، عن مسروق ، عن عائشة رضياللهعنها في قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ) قالت : لا تصوموا قبل أن يصوم نبيّكم.
وروي عن مسروق أيضا ، قال : دخلت على عائشة في اليوم الذي جئت فيه ، فقالت للجارية : اسقيه عسلا ، فقلت : إنّي صائم. فقالت : قد نهى الله تعالى عن صوم هذا اليوم ، وفيه نزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ) وأخبرنا ابن منجويه ، قال : حدّثنا عمر بن الخطّاب. قال : حدّثنا عبد الله بن الفضل. قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : حدّثني هشام بن يوسف ، عن ابن جريح ، قال : أخبرني ابن أبي مليكة أنّ عبد الله بن الزبير أخبرهم ، قال : قدم ركب من بني تميم على النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال أبو بكر : أمّر القعقاع بن معبد زرارة ، وقال عمر : بل أمّر الأقرع بن حابس ، فقال أبو بكر : ما أردت إلّا خلافي ، وقال عمر : ما أردت خلافك ، فتماريا حتّى ارتفعت أصواتهما ، فأنزل الله سبحانه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ) ... الآية [٦١] (١).
وقال قتادة : نزلت في ناس كانوا يقولون : لو أنزل في كذا ، لوضع كذا. فكره الله ذلك وقدّم فيه. مجاهد : لا تفتاتوا (٢) على رسول الله بشيء حتّى يقضيه الله على لسانه (٣).
الضحّاك : يعني في القتال وشرائع الدين يقول : لا تقضوا أمرا دون الله ورسوله. حيان ، عن الكلبي لا تستبقوا رسول الله بقول ، ولا فعل حتّى يكون هو الذي يأمركم. وبه قال السدّي ، وقال عطاء الخراساني : نزلت في قصة بئر معونة ، وقيل في الثلاثة الذين نجّوا الرجلين السّلميين ، اللذين اعتزما إلى بني عامر وأخذهم مالهما وكانا من أهل العهد ، فلمّا أتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد سبق الخبر إليه ، فقال : «بئس ما صنعتم ، هما من أهل ميثاقي وهذا الذي معكم من نسوتي (٤)» ، قالا : يا رسول الله إنّهما زعما أنّهما من بني عامر ، فقلنا : رجلان ممّن قتل إخواننا.
فقلنا : هما لذلك. وأتاه السّلميون ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا قود لهما لأنّهما اعتزما إلى
__________________
(١) مسند أحمد : ٤ / ٦ ؛ وصحيح البخاري : ٥ / ١١٦ ط. دار الفكر.
(٢) لا تفتاتوا : لا تبتدعوا الكلام وتفتوا برأيكم.
(٣) تفسير الطبري : ٢٦ / ١٥٠.
(٤) كذا في المخطوط.