دخلت عن تسع وعشرين ، أعدّهن ، قال : إن الشهر تسع وعشرون ، ثم قال : يا عائشة إنّي ذاكر لك أمرا فلا عليك ألّا تعجلي فيه حتى تسامري أبويك ، قالت : ثم قرأ عليّ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ) حتى بلغ (أَجْراً عَظِيماً) قالت عائشة : قد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني ـ وقيل : ليأمراني بفراقه ـ فقلت : أفي هذا أستأمر أبوي؟ فإنّي أريد الله ورسوله والدار الآخرة.
قالت عائشة : فقلت له يا رسول الله لا تخبر أزواجك أني اخترتك فقال : فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : إنّما بعثني الله مبلّغا ولم يبعثني متعنتا [٣٤٠] (١).
(وَإِنْ تَظاهَرا) تعاونا على أذى النبي صلىاللهعليهوسلم ، قرأ أهل الكوفة بتخفيف الظاء على الحذف واختاره أبو عبيد ، وقرأ الباقون بالتشديد على الإدغام واختاره أبو حاتم.
(فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ) وليّه وحافظه وناصره.
(وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قال المسيب بن شريك : هو أبو بكر رضياللهعنه.
وقال سعيد بن جبير : عمر (رض) ، عكرمة : أبو بكر وعمر ، يدلّ عليه ما أخبرنا ابن فنجويه ، حدّثنا علي بن أحمد بن نصرويه ، حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سليمان الباقلاني ، حدّثنا أبو عمار الحسين بن الحرث ، حدّثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سقيق عن عبد الله عن النبي صلىاللهعليهوسلم في قوله عزوجل (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قال : «إنّ صالح المؤمنين أبو بكر وعمر رضياللهعنهما [٣٤١] (٢).
أخبرنا ابن فنجويه ، حدّثنا أبو علي المقري ، حدّثنا أبو القاسم بن الفضل ، حدّثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر ، حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب ، حدّثني رجل ثقة يرفعه إلى علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم في قوله الله تعالى : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) هو علي بن أبي طالب رضياللهعنه» [٣٤٢] (٣).
أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان ، أخبرنا عمر بن الحسن ، حدّثنا أحمد بن الحسن ، حدّثنا أبي ، حدّثنا حصين عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن أسماء بنت عميس قالت : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «وصالح المؤمنين هو علي بن أبي طالب رضياللهعنه» [٣٤٣] (٤).
وقال الكلبي : هم المخلصون الذين ليسوا بمنافقين.
وقال قتادة والعلاء بن زياد العدوي : هم الأنبياء.
__________________
(١) سنن الترمذي : ٥ / ٩٦ ح ٣٣٧٤.
(٢) مجمع الزوائد : ٧ / ١٢٧.
(٣) تفسير القرطبي : ١٨ / ١٨٩ ، شواهد التنزيل : ٢ / ٣٤١.
(٤) فتح الباري : ١٠ / ٣٥٣.