مرداس قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم السلمي ، قال : حدّثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا ذكر الله عزوجل فانتهوا» [١٤٥] (١).
[أخبرنا] أبو منصور محمد بن عبد الله الجمشاذي لفظا سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ، قال : حدّثنا أبو محمد عبد الرّحمن بن محمد بن مجبور قال : حدّثنا أبو يحيى البزاز قال : حدّثني محمد ابن زكريا ، قال : حدّثني إبراهيم بن الجنيد ، قال : محمد بن يحيى المغني ، قال : حدّثنا داود عم الحسين بن قابيل عن قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة ، قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم على أصحابه وهم يتفكرون ، فقال : «فيم أنتم؟» قالوا : نتفكر في الخالق. فقال : «تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق ، فإنه لا تحيط به الفكرة ، تفكّروا أنّ الله خلق السموات والأرض سبعا غلظ كل أرض خمسمائة عام ، وما بين كلّ أرضين خمسمائة عام ، وما بين السماء والأرض خمسمائة عام ، غلظ كل سماء خمسمائة عام ، وما بين كل سمائين خمسمائة عام ، وفي السماء السابعة بحر عمقه مثل ذلك كلّه ، فيه ملك لم يجاور الماء كعبه» [١٤٦] (٢).
(وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ) من شاء من خلقه (وَأَبْكى) من شاء منهم.
أخبرنا ابن فنجويه قال : حدّثنا عمر بن الخطاب ، قال : حدّثنا عبد الله بن الفضل ، قال : حدّثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، قال : حدّثتنا دلال بنت أبي المدل ، قالت : حدّثتنا الصهباء ، عن عائشة رضياللهعنها قالت : مرّ النبي صلىاللهعليهوسلم على قوم يضحكون فقال : «لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا» [١٤٧] فنزل عليه جبريل فقال : إن الله تعالى يقول : (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى) فرجع إليهم فقال «ما خطوت أربعين خطوة حتى أتى جبريل وقال : أئت هؤلاء فقل لهم : إن الله عزوجل يقول : (هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى)» [١٤٨] (٣).
وقال عطاء بن أبي أسلم : يعني : أفرح وأحزن ، لأن الفرح يجلب الضحك والحزن يجلب البكاء.
سمعت أبا منصور الحمساذي يقول : سمعت أبا بكر بن عبد الله الرازي يقول : سمعت يوسف بن جبير يقول : سئل طاهر المقدسي : أتضحك الملائكة؟ فقال : ما ضحك من دون العرش منذ خلقت جهنم ، وقيل لعمر : هل كان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يضحكون؟ قال : نعم والله ، والإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي ، وقال مجاهد : (أَضْحَكَ) اهل الجنة في الجنة ، (وَأَبْكى) أهل النار في النار ، وقال الضحاك : (أَضْحَكَ) الأرض بالنبات (وَأَبْكى) السماء بالمطر ، وقيل : (أَضْحَكَ) الأسحار بالأنوار (وَأَبْكى) السماء بالأمطار. ذو النون : (أَضْحَكَ) قلوب
__________________
(١) مسند الشاميين : ٣ / ٣٠٨ ج ٢٣٥٠.
(٢) صدر الحديث في تفسير القرطبي : ٤ / ٣١٤ ، وذيله في تفسير الطبري : ٢٨ / ١٩٥.
(٣) تفسير القرطبي : ١٧ / ١١٦.