الحجارة حتى افتتح رسول الله مكة فأمر برفع الحجارة ، وبعث خالد بن الوليد إلى العزى فقطعهما، وقال ابن زيد : هي بيت بالطائف كانت تعبده ثقيف.
(وَمَناةَ) قرأ ابن كثير بالمد ، ومثله روى الشموني عن أبي بكر عن عاصم وأنشد :
ألا هل أتى التيم بن عبد مناءة |
|
على الشنئ فيما بيننا ابن تميم (١) |
والباقون بالقصر.
قال قتادة : هي حجارة كانت تعبد. ابن زيد : بيت كان بالمشلل يعبده بنو كعب.
الضحاك : مناة صنم لهذيل وخزاعة يعبدها أهل مكة ، وقيل : إن اشتقاقه من ناء النجم ينوء نوءا ، وقال بعضهم : اللات والعزى ومناة أصنام من حجارة كانت في جوف الكعبة يعبدونها (٢).
واختلف القراء في الوقف على اللات ومناة ، فوقف بعضهم عليهما بالهاء وبعضهم بالتاء ، وقال بعضهم : كل شيء في القرآن مكتوب بالتاء فإنه يوقف عليه بالتاء نحو (بِنِعْمَةِ رَبِّكَ) و (شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) ونحوهما ، وما كان منها مكتوبا بالهاء فالوقف عليه بالهاء ، وقال بعضهم : الاختيار في كل ما لم يضف ان يكون بالهاء ، نحو (رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي) و (شَجَرَةً تَخْرُجُ) وما كان مضافا فجائز بالهاء والتاء ، فالتاء للإضافة والهاء لأنه تفرد دون التاء.
وأما قوله سبحانه (الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) قال : العرب لا تقول للثالثة أخرى وأنّما الأخرى نعت للثانية ، واختلفوا في وجهها فقال الخليل : إنّما قال ذلك لوفاق رؤوس الآي كقوله : (مَآرِبُ أُخْرى) ولم يقل : أخر ، وقال الحسين بن الفضل : في الآية تقديم وتأخير ، مجازها : أفرأيتم اللات والعزى الاخرى ومناة الثالثة ، ومعنى الآية : (أَفَرَأَيْتُمُ) أيها الزاعمون أن (اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ) بنات الله.
(أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى) روى القواس والبزي عن ابن كثير بالهمز. الباقون بغير همز ، وقال ابن عباس وقتادة : يعني قسمة جائرة حيث جعلتم لربّكم من الولد ما تكرهون لأنفسكم. مجاهد ومقاتل : عوجا. الحسن : غير معتدلة. ابن سيرين : غير مستوية أن يكون لهم الذكور ولله الإناث. الضحاك : ناقصة. سفيان منقوصة. ابن زيد : مخالفة.
قال الكسائي : يقال فيه : ضاز يضيز ضيزا. ضاز يضوز ضوزا. ضاز يضاز ضأزا إذا ظلم ونقص. قال الشاعر :
ضازت بنو أسد بحكمهم |
|
إذ يجعلون الرأس كالذّنب (٣) |
__________________
(١) لسان العرب : ١٤ / ٤٣٤.
(٢) راجع زاد المسير : ٧ / ٢٣٢.
(٣) تفسير القرطبي : ١٧ / ١٠٢.