(وَالشَّمْسِ وَضُحاها) (١) ، الحديث.
وكون هذه على الاستحباب لا يقتضي أن تكون السابقة محمولة عليه ، لما عرفت من أنّ خروج بعض الخبر عن الظاهر لا يقتضي خروج الباقي ، مضافا إلى أنّه ما قال : يقرأ أمّ الكتاب ويقرأ سورة ، بل قال : «يقرأ أمّ الكتاب وسورة» ، وقراءة أمّ الكتاب واجبة قطعا فكذا السورة ، لأنّ لفظة «يقرأ» كلمة واحدة تعلّقت بهما معا ، فيكون وجوب قراءة «الحمد» كاشفا عن وجوب قراءة السورة أيضا ، والكلمة الواحدة لا تكون لها معنيان متضادّان.
وحملها على إرادة الطلب خلاف الأصل والظاهر ، لا يصار إليه إلّا بقرينة ، وهي منتفية لو لم نقل بالقرينة على إرادة المعنى الحقيقي ، وهي إجماع الأصحاب.
وباقي الأخبار وردت بلفظ «يقرأ» أو «فيقرأ» ، ولا خفاء في إرادة الوجوب منه ، وعدم القصر في قراءة «الحمد» وحده ، لكون قراءة السورة أيضا مطلوبة في المقام ، متداولة عن النبي صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام والمسلمين في الأعصار والأمصار لو لم نقل بالإجماع على وجوبها.
مع أنّك عرفت الإجماع المنقول ، مع أنّ الفتاوى متّفقة على ذلك بحسب الظاهر ، ولم يخالف أحد من المتقدّمين والمتأخّرين ، وإلّا لذكر البتة.
وبالجملة ، لا تأمّل في كون المراد من القراءة قراءة «الحمد» والسورة جميعا لا خصوص «الحمد» ، فتأمّل في الأخبار تجد ، سيّما بملاحظة أنّ المجملات من الأخبار تحمل على المفصّلات ، والمطلقات على المقيّدات.
ثمّ إنّهم اختلفوا في الأفضل ، فأكثرهم اختاروا «الشمس» في الاولى ، و «الغاشية» في الثانية ، ودلّ عليه صحيحة جميل السابقة (٢) ، لكن فيها :
__________________
(١) وسائل الشيعة : ٧ / ٤٣٦ الحديث ٩٧٩٠.
(٢) وسائل الشيعة : ٧ / ٤٣٥ الحديث ٩٧٨٤ ، راجع! الصفحة : ٣٦٩ من هذا الكتاب.