عن وطنه فهو مسافر ، والمسافر يقصّر بالأخبار المتواترة.
وينبّه على ذلك الأخبار الواردة في أنّ الأعراب والملّاحين يتمّون ، لأنّ بيوتهم معهم ، ولأنّ منازلهم معهم (١).
وكذا الأخبار في حدّ الترخّص من اعتبار البيت والبلد والأهل (٢) ، من دون إشارة إلى اعتبار ملكيّة بوجه من الوجوه.
وكذا ما ورد فيمن سافر بعد دخول الوقت ، وهو في منزله أو بيته أو بلده ، ولم يصلّ حتّى خرج أو دخل كذلك (٣) ، وكذا الأخبار الدالّة على علّة التقصير ، وغير ذلك ، فتأمّل!
قال في «الذكرى» : وهل يشترط استيطان ستّة أشهر؟ الأقرب ذلك ، لتحقّق الاستيطان الشرعي ، مضافا إلى العرفي (٤).
ونفي عنه في «المدارك» البعد ، معلّلا بأنّ الاستيطان على هذا الوجه إذا كان معتبرا مع وجود الملك فمع عدمه أولى (٥) ، انتهى.
وفيهما نظر ظهر لك وجهه ، مع أنّه اختار في «المدارك» استيطان ستّة أشهر في كلّ سنة ، فعلى هذا يكون هذا المنزل وطنه عرفا مطلقا ، سواء كان نوبة توطّنه فيه أولا ، إذ الظاهر أنّه بحسب العرف يصدق على أيّ تقدير في كلّ مرتبة دخله أنّه في وطنه ، فراجع وتأمّل ، فلا يكون استيطان شرعي مغايرا للعرف.
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٤٣٧ و ٤٣٨ الحديث ٥ و ٩ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٢١٥ الحديث ٥٢٧ ، الاستبصار : ١ / ٢٣٣ الحديث ٨٢٩ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٤٨٥ الحديث ١١٢٣٧.
(٢) وسائل الشيعة : ٨ / ٤٧٠ الحديث ١١١٩٤ ، ٤٧٣ الحديث ١١٢٠٢ و ١١٢٠٣.
(٣) لاحظ! وسائل الشيعة : ٨ / ٥١٢ الباب ٢١ من أبواب صلاة المسافر.
(٤) ذكرى الشيعة : ٤ / ٣٠٩.
(٥) مدارك الأحكام : ٤ / ٤٤٥.