منشأ لرفع الوجوب؟
ولا يناسب قولهم عليهمالسلام : «فأنا احبّ أن تكثر وتتمّ الصلاة فيها» (١) مع أنّ المذخوريّة أيضا لا يناسب إلّا ذلك.
مع أنّ مرادنا من التقيّة هو الاتّقاء ، لأنّ هذه الأماكن لمّا كانت مشاهد عامّة عظيمة قالوا للشيعة كذلك ، حتّى يتمّوا وينجوا عن أعدائهم.
وزيارة الحسين عليهالسلام ما كانت من خصائص الشيعة بالبديهة ، كما أنّها الآن أيضا كذلك ، ولو كانت منها ، لعرفوا وقتلوا أو تركوا زيارته عليهالسلام بالمرّة ، ونهوا عنها الأئمّة عليهمالسلام ، مع أنّه ورد منهم عليهمالسلام ما ورد ، واشتهر حكاية المتوكّل ما اشتهر (٢) ، ونرى العامّة يزدحمون في الزيارة ، ويكثرون الصلاة فيها ، ولا يضايقون من الإكثار.
والحاصل ، أنّه لو لا الشهرة بين الفقهاء ووفور الأخبار الظاهرة في مذهبهم ، لكان القول بما قال الصدوق وشركاؤه متعيّنا متحتّما.
ومع ذلك لا شكّ في أنّ الاحتياط اختيار القصر ، بل البراءة اليقينيّة منحصرة فيه ، لاتّفاق الفقهاء على صحّته واتّفاق الأخبار عليه ، إذ ما ظهر منه الإتمام قد ظهر حاله ، وأن المراد منه إمّا التخيير أو التقيّة ، أو شرط قصد الإقامة ، وأنّ أحد ما ذكر معتبر فيه قطعا.
وأمّا ما نسب إلى السيّد وابن الجنيد (٣) ، فظاهره في غاية الضعف والبطلان بالنظر إلى الأدلّة ، ولذا عدّ المشهور السيّد من المخيّرين ، مع عدم اختصاصه
__________________
(١) الكافي : ٤ / ٥٢٥ الحديث ٨ ، تهذيب الأحكام : ٥ / ٤٢٨ الحديث ١٤٨٧ ، الاستبصار : ٢ / ٣٣٣ الحديث ١١٨٣ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٥٢٥ الحديث ١١٣٤٦.
(٢) تاريخ حبيب السير : ٢ / ٢٦٩ ، تاريخ الخلفاء : ٣٤٧.
(٣) راجع! الصفحة : ١٨٨ من هذا الكتاب.