قال : «هم في
الظلمة دون الحشر» [١٧٢] .
وروى حكيم بن
ثوبان الكلابي عن أبي أيوب الأنصاري قال : أتى النبي صلىاللهعليهوسلم خبر من اليهود فقال : أرأيت إذ يقول الله عزوجل في كتابه : (يَوْمَ تُبَدَّلُ
الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) فأين الخلق عند ذلك؟ فقال : أضياف الله فلم يعجزهم ما
لديه.
(وَبَرَزُوا) ظهروا وخرجوا من قبورهم (لِلَّهِ الْواحِدِ
الْقَهَّارِ) الغلاب الذي يفعل ما يشاء وقهر العباد بالموت (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ) المشركين (يَوْمَئِذٍ
مُقَرَّنِينَ) مشدودين بعضهم ببعض ، وقيل مقرنين بالشياطين. بيانه
قوله (احْشُرُوا الَّذِينَ
ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ) وهم الشياطين ، فقال ابن زيد : مقرّنة أيديهم وأرجلهم
إلى رقابهم في الأصفاد بالقيود والأغلال ، واحدها صفد والصفاد أيضا القيد وجمعه
صفد يقال : صفدته صفدا وأصفادا التكثر ، قلت : صفدته تصفيدا.
قال عمرو بن
كلثوم :
فأتوا
بالنهاب وبالسبايا
|
|
وأبناء
الملوك مصفدينا
|
(سَرابِيلُهُمْ) قمصهم واحدها سربال والفعل منه تسربلت وسربلت غيري (مِنْ قَطِرانٍ) وهو الذي تهنأ به الإبل ويقال له الخضخاض .
قال الحسن وقرأ
عيسى بن عمر : قَطْرانٍ بفتح القاف وتسكين الطاء ، وفيه لغة ثالثة قطران بكسر
القاف وجزم الطاء ، ومنه قول أبي النجم :
جون كأن العرق
المنتوحا
|
|
لبسه القطران
والمسوحا
|
وقرأ عكرمة :
برواية زيد : قَطْرٍ آنٍ على كلمتين منونتين قَطْرٍ آنٍ والقطر النحاس الصفر
المذاب. قال الله (آتُونِي أُفْرِغْ
عَلَيْهِ قِطْراً) والآن الذي انتهى خبره قال الله تعالى (يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) (وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ
النَّارُ) إلى قوله (هذا) أي هذا القرآن (بَلاغٌ) تبليغ وعظة (لِلنَّاسِ
وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا) حجج الله التي أقامها فيه (أَنَّما هُوَ إِلهٌ
واحِدٌ) لا شريك له (وَلِيَذَّكَّرَ
أُولُوا الْأَلْبابِ).
__________________