(إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) وروى عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود في هذه الآية قال : البدل عرض كالفضة نبضا نقية لم يسل فيها دم ولم يعمل عليها خطيئة (١).
وقال علي رضياللهعنه في هذه الآية : الأرض من فضة والسماء من ذهب.
وروى سهل بن سعيد عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها علم لأحد» [١٦٩] (٢).
فقال سعيد بن جبير ونجد ومحمد بن كعب القرظي : تبدل الأرض خبزة بيضاء يأكل المؤمن من تحت قدميه (٣).
روى خيثمة عن ابن مسعود قال : تبدل الأرض نارا يصير الأرض كلها يوم القيامة نارا والجنة من ورائها ترى كواعبها وأكوابها وتلجم الناس العرق ولم يبلغوا الحساب بعد.
قال كعب : يصير السماوات جنانا ويصير مكان البحر نارا وتبدل الأرض غيرها.
ابن عباس : الأرض هي تلك الأرض وإنما تبدل كلها وجبالها وأنهارها.
ثم أنشد :
فما الناس بالناس الذين عهدتهم |
|
ولا بالدار الدار التي كنت أعرف (٤) |
وتصديق قول ابن عباس ، عن أبي هريرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «(تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي (لا تَرى فِيها عِوَجاً) وأمتا ثم يزجر الله الخلق زجرة فإذا هم في الثانية في مثل مواضعهم من الأولى من كان في بطنها كان في بطنها وما كان على ظهرها كان على ظهرها» [١٧٠] (٥).
وقيل : (تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) بأرض [بيضاء كالفضة].
الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت : قلت : يا رسول الله أخبرني عن قول الله تعالى : (تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) أين يكون الناس يومئذ قال : «على الصراط» [١٧١] (٦).
وروى يحيى بن أبي كثير عن أبي أسماء عن ثوبان قال : سأل نفر من اليهود رسول الله صلىاللهعليهوسلم أين الناس (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ)؟
__________________
(١) تفسير الطبري : ١٣ / ٣٢٧.
(٢) تفسير الطبري : ١٣ / ٣٢٩ ، وصحيح البخاري : ٧ / ١٩٤.
(٣) تفسير ابن كثير : ٢ / ٥٦٤.
(٤) تفسير القرطبي : ٥ / ٢٥٤.
(٥) تفسير القرطبي : ٩ / ٣٨٣.
(٦) مسند أحمد : ٦ / ٣٥.