سورة التوبة
مدنية ، وهي عشرة آلاف وأربعمائة وثمانون حرفا ، وأربعة آلاف وثمان وتسعون كلمة ، ومائة وثلاثون آية هشام بن عامر عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّه ما نزل عليّ القرآن إلا آية آية وحرفا حرفا خلا سورة براءة ، و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ، فإنّهما أنزلتا عليّ ومعهما سبعون ألف صف من الملائكة كل يقول : يا محمد استوص بنسبة الله خيرا» (١).
يزيد الرقاشي عن ابن عباس. قال : قلت لعثمان بن عفان رضياللهعنه : ما حملكم على أن [عمدتم] إلى الأنفال ، وهي من المثاني ، وإلى براءة وهي من المئين ، فقرنتم بينهما ، ولم تكتبوا سطر (بسم الله الرحمن الرحيم) ، ووضعتموها في السبع الطوال؟.
قال عثمان رضياللهعنه : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد ، فلا انزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول : ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وينزل عليه الآية فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وكانت الأنفال مما نزلت بالمدينة ، وكانت براءة من آخر ما نزلت ، وكانت قصتها شبيهة بقصتها [فظننت أنها منها] ، وقبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن ثم قرنت بينهما ولم اكتب سطر (بسم الله الرحمن الرحيم) ووضعتها في السبع الطوال (٢).
وسمعت أبا القاسم الحبيبي ، سمعت أبا عبد الله محمد بن نافع السجزي بهراة يقول : سمعت أبا يزيد حاتم بن محبوب الشامي ، سمعت عبد الجبار بن العلاء العطار يقول : سئل سفيان بن عيينة : لم لم يكن في صدر براءة : (بسم الله الرحمن الرحيم) ، فقال : لأن التسمية رحمة ، والرحمة أمان ، وهذه السورة نزلت في المنافقين وبالسيف ، ولا أمان للمنافقين.
(بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ (٢) وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ
__________________
(١) تفسير مجمع البيان : ٥ / ٦.
(٢) تفسير الطبري : ١٠ / ٧٠.