العس . فامر عليا ان يدخل شاة ، فادمها ، ثم
قال : ادنوا بسم الله ، فدنى القوم عشرة عشرة ، فاكلوا حتى صدورا ، ثم دعا بقعب من
لبن ، فجرع منه جرعة ، ثم قال لهم : اشربوا بسم الله ، فشربوا حتى رووا ، فبدرهم
أبو لهب فقال : هذا ما سحركم به الرجل ، فسكت النبي صلى الله عليه وآله يومئذ ، فلم
يتكلم.
ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك الطعام
والشراب ، ثم انذرهم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا بنى عبد المطلب ، انى
انا النذير اليكم من الله عزوجل ، والبشربما لم يجئ به احد ، جئتكم بالدنيا
والاخرة : فاسلموا واطيعوني ، تهتدوا.
ومن يواخيني ويوازرني ، يكون وليى ووصيي
بعدى وخليفتي في اهلي ، ويقضى دينى.
فاسكت القوم ، واعاد ذلك ثلاثا ، كل ذلك
يسكت القوم ، ويقول على (ع) : انا ، فقال : انت.
فقام القوم وهم يقولون لابي طالب : اطع
ابنك فقد امر عليك .
قال يحيى بن الحسن : ويزيده تأكيدا في
الامر بوجوب الوصية.
ما ذكره الثعلبي ايضا في تفسير قوله
تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ
بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ) .
٩٤ ـ وبالإسناد
المقدم قال اختلفوا في صفة الاثنين فقال قوم هما الشاهدان اللذان يشهدان على وصية
الموصي.
وقال آخرون هما
الوصيان أراد الله تعالى تأكيدا لأمر فجعل الوصي اثنين.
ودليل هذا التأويل
أنه عقبه بقوله : (تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ
فَيُقْسِمانِ)
__________________