ما تقدم منها وما يأتي فيما بعد ، منها شاهدة له عليه السلام بامور ، تدل على صلاح باطنه عنده وهو قوله صلى الله عليه وآله : على منى وانا منه من غير طريق ، وسيرد عليك بيانه فيما بعد وبما تقدم من قوله عليه السلام له انت منى بمنزلة هارون من موسى ، وبقوله صلى الله عليه وآله : انت اخى في الدنيا والاخرة ، وبقوله صلى الله عليه وآله له : من كنت مولاه فعلى مولاه وبقوله صلى الله عليه وآله صلت الملائكة على وعلى على سبع سنين قبل الناس ، وقوله : في تفسير قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١) : ان اهل البيت على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وبقول الله سبحانه وتعالى له : ان يجعل ابنيه ، ابنيه ، وزوجته نساءه ويجعل نفس على نفسه ، وهو قوله تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) (٢) وغير ذلك ، من قول الله سبحانه وتعالى ومن قول النبي صلى الله عليه وآله مما قد تقدم ذكره ، ومما سيأتي بمشيئة الله تعالى بعد ، ولم ينزله النبي صلى الله عليه وآله منه بهذه المنازل ، الا وقد علم صلاح باطنه بوحى الله سبحانه وتعالى ولو لم يعلم ذلك منه لما اقامه بمقام نفسه في شيء من ذلك ، ولم ياذن الله تعالى له فيه في لفظ الكتاب العزيز ، فقد ثبت له سلامة الباطن عند الله تعالى وعند رسوله صلى الله عليه وآله ، فهذا ما قد انفرد به دون غيره من الناس ، وما صح لغيره المماثلة له فيه من صلاح الظاهر ، وقلنا : ان النبي صلى الله عليه وآله فعل ذلك به وبغيره من فتح ابواب الجميع ، فله ايضا الميزة على الناس في صلاح الظاهر ، وهو ان صلاح الظاهر في الامة يعتبر باشياء.
اولها ـ «العلم» ويدل على كون العلم درجة للفضل ، قوله سبحانه وتعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (٣) وقوله سبحانه وتعالى (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) (٤) وقوله تعالى (وَما يَعْقِلُها إِلاَّ الْعالِمُونَ) (٥) وامير المؤمنين
__________________
(١) الاحزاب ـ ٣٣.
(٢) آل عمران ـ ٦١.
(٣) الزمر ـ ٩.
(٤) الفاطر ـ ٢٨.
(٥) العنكبوت ـ ٤٣.