وإذا اختلفت الأقران أو فقدن أو فقد العلم بحالهنّ ، تحيّضت في كلّ شهر بسبعة أيّام على ما ورد في مرسلة يونس المعتبرة المشتهرة في النقل والإفتاء ، حتّى عدّ الشهيد تلك الشهرة إجماعا (١).
والكليني رحمهالله رواها (٢) ، والشيخ رحمهالله ـ أيضا ـ مفتيا بها (٣) ، مع أنّ نفس الرواية تشهد على صدقها ، كما لا يخفى على المتأمّل ، مع أنّ طريقها إلى يونس صحيح ، وإن كان فيها محمّد بن عيسى عن يونس (٤) ، لأنّهما ثقتان.
وما قال ابن الوليد (٥) لم يثبت ضرره كما عليه المشهور ، وحقّق عدم الضرر (٦) في محلّه (٧).
ويونس ممّن أجمعت العصابة (٨) ، فلا يضرّ إرسالها ، مع أنّها ليست مرسلة ، لأنّها هكذا : عن يونس ، عن غير واحد سألوا الصادق عليهالسلام ، ومثل هذا لا يعدّ إرسالا ، كما حقّق في محلّه.
واعترف به في «المدارك» في غير هذا الموضع ، وأيّد هذه الرواية بأنّ حكمة الباري تعالى أجلّ من أن يدع أمرا مبهما يعمّ به البلوى في كلّ زمان ومكان في المبتدئة والمضطربة ، كما ستعرف من أنّها أيضا ترجع إلى هذه الرواية ، ومع ذلك لم
__________________
(١) ذكرى الشيعة : ١ / ٢٥٦.
(٢) الكافي : ٣ / ٨٣ الحديث ١ ، وسائل الشيعة : ٢ / ٢٨٨ الحديث ٢١٥٩.
(٣) النهاية للشيخ الطوسي : ٢٤ و ٢٥.
(٤) لم ترد في (ز ١ ، ٢) و (ط) : عن يونس.
(٥) أي : استثناؤه إيّاه من رجال «نوادر الحكمة» ومن أصحاب يونس بن عبد الرحمن ، لاحظ! رجال الكشّي : ١ / ٢٧٠.
(٦) في (ز ١ ، ٢) و (ط) : ضرره.
(٧) لاحظ! تعليقات على منهج المقال : ٢٩٢.
(٨) رجال الكشّي : ٢ / ٨٣٠ الرقم ١٠٥٠.