وأمّا حجّة من بنى على الترتيب فغير ظاهر ، إلّا أن يقال بأنّ الرواية الاولى معمول بها عند الجميع ، فهي أولى بالتقديم مهما أمكن.
وجعل الجمع بين الروايتين بالترتيب أبعد من التخيير كما لا يخفى ، وكذا الحال في العلّة الظاهرة ، بل لا يتمشّى فيها.
ومنع المحقّق حصول الظنّ من اتّفاق جميع الأقران من البلد (١) ، لا يخلو عن الضعف ، إلّا أنّ الاكتفاء بها لإثبات الحكم الشرعي ، فيه ما عرفت.
اللهمّ إلّا أن يجعل مؤيّدا للخبر وفتوى الجماعة ، بل الأكثر.
هذا إذا صحّ وجود النسخة على ما ذكرنا ، وإلّا ففي الحكم إشكال ، لأنّ الشهرة لم يثبت كونها حجّة ، وضمّها مع العلّة أيضا لا يصفو عن الإشكال ، لكن الأقرب وجود رواية في ذلك ، وكون النسخة كما ذكرنا ، وإلّا فالفقهاء لا يكتفون بأمثال هذه العلل ، كما لا يخفى.
وما قال في «الذكرى» من أنّ «لفظ نسائها» الوارد في رواية (٢) سماعة دالّ على ما نحن فيه ـ لأنّ الإضافة تصدق بأدنى ملابسة (٣) ـ محلّ نظر ظاهر ، لأنّ مجرّد الصدق لا يكفي ، بل لا بدّ من التبادر ، مع أنّه لو تمّ لما انحصر فيما ذكر ، بل اللاتي تصدق عليها الإضافة في غاية الكثرة.
ثمّ المتبادر (٤) من «نسائها» الأقارب من الأبوين أو أحدهما ، لا خصوص الأب هنا ، لتبادر الكلّ ، لأنّ الظاهر هنا جذب الطبيعة وهي جاذبة من الطرفين ، بل طرف الامّ ربّما كان أشدّ مدخليّة للبنت ، فتأمّل!
__________________
(١) المعتبر : ١ / ٢٠٨ و ٢٠٩.
(٢) في (ز ٣) : في الأخبار ورواية.
(٣) ذكرى الشيعة : ١ / ٢٤٧.
(٤) في (ز ٣) : واعلم! أنّ المتبادر.