التاريخيّة لو تغايرت مع الاصول المسلّمة الاعتقاديّة للطائفة الحقة الإماميّة لا يمكن الاستناد إليها ، بل ولا يصح نقلها على أنّها رواية ، إذ أنّ ذاك يوجب تضعيف المباني الاعتقاديّة. أعاذنا الله تعالى من الزلل.
ع ـ عدم الاعتناء بالشهرة ؛
حيث إنّ إطلاق التعبير بالشهرة يمكن حمله على الشهرة الروائيّة ، أو العمليّة ، أو الفتوائيّة. ومراد الشارح من الاهتمام بالشهرة هما الأخيران منها خاصّة ، حيث إن نقل الرواية الضعيفة في المجاميع الحديثيّة العديدة لا يوجب الاطمئنان بصدورها ، إذ أنّ حجّية الرواية تابع لقواعدها المقرّرة الخاصّة بها ، أمّا إذا كانت الرواية ضعيفة وعمل بها المشهور ، ثمّ عارضتها رواية صحيحة ، فنظر الشارح ـ كما صرّح في «الفوائد الحائريّة» ـ هو تقديم الرواية المعمولة بها ، وهذا ما تجده قد عمل به في غالب كتبه الفقهيّة.
قال ـ طاب ثراه ـ : وممّا ذكر ظهر ـ أيضا ـ أنّه إذا وقع التعارض بين الضعيف المنجبر بالشهرة والصحيح الغير المنجبر ، يكون الضعيف مقدّما عليه ، كما هو طريقة القدماء وأكثر المتأخرين ، كما لا يخفى على المطلع (١).
ومع التأمل في كلمات الوحيد رحمهالله نجد أنّ دعوى الشهرة لا حجّية لها في نفسها ، فكيف يحتج بها ويكون ما لا حجّية له حجّة بها. مدفوعة ، خصوصا إنّ الرواية الصحيحة قد أعرض عنها ولا اطمئنان لنا في حجّيتها ، وإتقان الخبر أو عدم وجود قرينة مانعة من الظهور ـ بعد إعراض المشهور عنها ـ سيّما وإنّ المسألة من المسائل المبتلى بها ، وكانت بمرئى ومنظر من فقهائنا الأعاظم قدسسرهم.
__________________
(١) الفوائد الحائريّة : ٤٩١.