بسطنا الكلام كما بسطنا في نظائره ، وإن كان ما ذكرته قليلا بالنسبة إلى ما أحب أن أذكره لكن تركته خوفا من الملال والسأم (١).
المؤلف وخصوصيات كتابه
وهي كثيرة ، جدّا نشير إلى بعض منها :
الأولى : تشقيق الفروع الفقهيّة والاستدلال عليها ؛
إنّ هذا الأثر النادر ـ مع قلّة ما كان عند مؤلفه وفي متناول يده من منابع ومصادر ـ يعدّ بحقّ عمل عظيم جدّا ، والعجب أنّه مع افتقاره إلى كثير من المصادر كيف استطاع أن يبقي منه هذا الأثر العظيم ، فها هو في شرح المفاتيح يقول : وليس عندي «الخلاف». (٢) ، مع أنّ من البين إنّ كتاب «الخلاف» يعدّ من أمّهات مصادرنا ، ومع هذا لم يكن عنده ، فكيف استطاع إتمام عمل بمثل هذه العظمة؟!.
وكان سعيه ـ طاب ثراه ـ في كتابه هذا ؛ الإبداع ـ قدر الإمكان ـ في غالب المباحث الضروريّة وطرح ما لا ضرورة فيه ولا أهميّة له ، وتكميل المباحث الفقهيّة بدرج الفروع اللازمة فيه ، فنحن نرى في مبحث الفقير والمسكين أيّهما أسوأ حالا يقول : نقل هذا الاختلاف يوجب بسطا لا طائل تحته ، من أراد الاطّلاع فعليه بمطالعة «الذخيرة» أو غيره (٣).
وقبال ذلك في مبحث الشكّ في النوافل نجده يطرح ثمان وعشرون فرعا ضروريّا ومهمّا (٤) ، لا تجد واحدة من هذه الفروع في أيّ موسوعة فقهيّة اخرى.
__________________
(١) مصابيح الظلام : ٥ / ٢٨٨ و ٢٨٩.
(٢) مصابيح الظلام : ١٠ / ٦٦ و ٦٧.
(٣) مصابيح الظلام : ١٠ / ٣٨١.
(٤) مصابيح الظلام : ٩ / ٣٠٥ ـ ٣٥٨.