ومن نماذجه المتداولة المعروفة كتابه «الفوائد الحائريّة» القديمة والجديدة. وكذا مجموعة «الرسائل الاصوليّة». وغيرهما.
ويلمس أهل الفنّ والنظر خلال هاتيك المصنّفات استدلالات وبراهين قويمة أصبحت اليوم عند المجتهدين بديهيّة وضروريّة واضحة ، وما هذه البداهة والضرورة اليوم إلّا نتيجة ما أبطله ذلك البطل من التفكّر الأخباري وما كان لمساعيه وجهوده الجبّارة في تفتيت ذاك النوع من التحجّر ، ولم يمنعه في هذا الطريق شيء وقد بلغ من التوفيق ما لم يبلغه إلّا النادرين ، إذ لم يبق من بعده من يحمل هذا الفكر الانحرافي من له شأن يذكر.
بل قد نجد الكلّ يتبرّأ من بعد ذاك عن مثل هذا التفكّر ، أو يقذف الآخرين به. وحيث أحسّ ـ طاب رمسه ـ أنّ تصدّي جمع من عيون الطائفة ، وبتبعهم من أصحاب التآليف للأخذ ببعض أفكار الأخباريّين ، وعدّ مثل هذا خطر كبير على سلامة طريقة الاجتهاد والتفقّه. لذا بادر للتحشية والشرح ونقد مؤلّفاتهم ومصنّفاتهم.
وممن تصدّى له الفيض الكاشاني ـ طاب ثراه ـ في مؤلّفاته ، حيث إنّ المرحوم الوحيد ـ طاب رمسه ـ ناقش أكثر استظهاراته على الروايات بأن ألّف كتابا تحت عنوان «حاشية الوافي» ، وبدأ بمناقشة أكثر تفاسيره وتوجيهاته ، وهو قد حاول أن يستفيد من بعض الروايات لإبطال طريقة المجتهدين ويناقشها ، نظير ما ذكره رحمهالله ذيل الرواية المعروفة «تقولوا إذا قلنا وتصمتوا إذا صمتنا» (١) قال الفيض ـ معلقا عليها ـ : وفي هذا القول دلالة واضحة على نفي الاجتهاد والقول
__________________
(١) الكافي : ١ / ٢٦٥ الحديث ١.