والسذاجة العلميّة والفكريّة ، كذا كان له الحدّية والقاطعيّة مع كلّ من أبدع بالقول بالخروج إلى التحرّر عمّا كان عليه السلف الصالح من سنن وأصول.
وقد قاوم أمام كلّ من يتجرّأ على مخالفة الموازين العلميّة الثابتة ، ولذا فهو قد حكم على كلا الطريقين بالانحراف والخروج عن الجادة ، بل كان له موقفه الخاصّ أمام الطريق الأخير الذي يظهر من بعض كلمات المتأخّرين والمعاصرين له ، وقد حاكم آراءهم وأظهر مختاره عليهم ضمن ما جاد به من حواش على مصنّفاتهم ، وما بيّنه من نقاط ضعف في أنظارهم.
ومن نماذجه الواضحة حاشيته على «مجمع الفائدة والبرهان» ، وكذا حاشيته على «مدارك الأحكام» وعلى كتاب «الذخيرة». وغيرها.
وعليه ؛ فقد اعيد مجد الحوزات العلميّة من حين بزوغ نجم هذا العظيم وظهوره ، إذ كان هو منشأ لتربية ثلّة طاهرة من أبناء مكتب الاعتدال كانوا ولا زالوا إلى يومنا هذا قد حفظوا لنا ذاك الطريق بجهودهم ، وما أسّسوه لنا من قواعدهم واصولهم. وكذا من ساير بسيرته.
ولذا فقد كان هناك خطران يهدّد ان هذه المسيرة المباركة :
الأوّل : طريقة الأخباريين :
إنكار هم ضرورة الاجتهاد ولزوم الفحص في الأدلّة للوصول إلى حكم شرعي ، بمعنى إنكارهم طريقة المجتهدين ، إذ هذا النظر ـ ومع الأسف ـ قد تبنّاه تدريجا جمع من أعلام الطائفة عدّ منهم الفيض الكاشاني رحمهالله ، وكان لشيخنا الوحيد ـ طاب رسمه ـ عند ما أحسّ بجدّية خطر هذا الطريق أن وقف أمامه ـ وبكلّ حول وقوّة ـ وذلك بتآليفه القيّمة سواء ما كان منها على نحو الكتاب المفصّل ، أو الرسالة المستقلّة. أو غير ذلك للردّ وقمع هذا النوع من التفكّر المنحرف والطريقة الشاذة.