الطرق الفنّيّة والأساليب العلميّة المتداولة عند الأعلام ، ولا قيمة علميّة لها تذكر ، ولا داعية ثمّة للعلماء للأخذ بها.
فتحصّل أنّ هذه الامور الحديثة لا توجب أيّ توسعة ولا تضييق في منابع أدلّة الأحكام الأوّليّة ، كما أنّها لا يمكنها أن تؤثّر أو أن تغيّر في متون الأدلّة الشرعيّة الأوّليّة ، بمعنى أنّ الآية الفلانيّة ، أو الرواية التالية كانت تفسّر سابقا. بكذا ، أو تأوّل. بكذا إلّا أنّ مدلولها اليوم أصبح بواسطة مرور الزمان قد تبدّل. حيث إن لسان الأدلّة مشخّص في قالب لغة معيّنة ذا معاني معلومة ، وقواعد أدبيّة خاصّة ، وهي لا تقبل أيّ تبدّل ولا تغيير ولا أثر لمرور الزمان والمكان عليها بحال.
وكيف يمكن أن يقال مثل هذا مع أن لازمه هو قبول أنّ اللفظة الفلانيّة كان معناها سابقا كذا ، أو صيغة الأمر والنهي في الجمل الكلاميّة كانت تدل على مفهوم في يوم ما خاصّ ، أمّا الآن فبمرور الزمان والمكان أصبحت أمثال هذه المفردات وكذا التركيبات قد تغيّرت وتبدّلت وصار لها معاني جديدة.! وذاك في مثل لغة العرب التي لها قواعدها الأدبيّة الفنيّة الدسمة الخاصّة ، بحيث إنّها لكلّ حرف من الحروف المستعملة ، أو لكلّ مورد من موارد وقوع التراكيب الكلاميّة مدلول خاصّ كما هو ذا معاني ومفاهيم خاصّة قد قررت وثبتت عندهم لا يمكن أن تختلف أو تتخلّف بمرور الأيّام أو تغيير الأمكنة.
نعم ، نحن نقرّ أنّ مرور الزمان والتطوّر العلميّ الحادث أوجب وضوح فهم كثير من الامور التي كانت غامضة يوما ما أو كانت مبهمة ، من الآيات القرآنيّة ، أو المتون الروائيّة ، وكلّ ما تكاملت العلوم الجديدة برزت لنا أسرار أكثر وأكبر عن مفاهيم كنّا قد غفلنا عنها من ذي قبل ، ولعل هذا سرّ كلام المعصوم عليهالسلام حيث قال :