إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الكشف والبيان [ ج ١ ]

90/285
*

وحدّثنا الحسن بن جعفر ، حدّثنا محمد بن محمود ، حدّثنا عمرو بن صالح عن ابن عباس ، حدّثنا أبي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : قام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة فقال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ). فقالت قريش : دق (١) الله فاك.

وأخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب ، حدّثنا أبو زيد ، حدّثنا أبو حاتم بن محبوب الشامي ، أخبرنا عبد الجبار العلاء عن معن عن منصور عن مجاهد قال : «فاتحة الكتاب أنزلت في المدينة».

وقال الحسن بن الفضل : لكل عالم هفوة ، وهذه منكرة من مجاهد لأنه تفرّد بها ، والعلماء على خلافه.

وصح الخبر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حديث أبي بن كعب أنها من : «أوّل ما نزل من القرآن» (٢) [٧] وأنها : «السبع المثاني» (٣) [٨] ، وسورة الحجر مكيّة بلا اختلاف. ومعلوم أن الله تعالى لم يمتنّ عليه بإتيانه السبع المثاني وهو بمكة ، ثم أنزلها بالمدينة ، ولا يسعنا القول بأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان بمكة يصلي عشر [سنوات] (٤) بلا فاتحة الكتاب ، هذا ممّا لا تقبله العقول.

قال الأستاذ : وقلت : قال بعض العلماء وقد لفق بين هذين القولين : أنها مكية ومدنية ، نزل بها جبرئيل مرتين مرّة بمكة ومرّة بالمدينة حين حلّها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تعظيما وتفضيلا لهذه السورة على ما سواها ولذلك سميت مثاني ، والله أعلم.

أخبرنا أبو عمرو أحمد بن أبي الفرات ، أخبرنا أبو موسى عمران بن موسى ، حدّثنا جعفر ابن محمد بن سوار ، أخبرنا أحمد بن نصر ، أخبرنا سعيد بن منصور ، حدّثنا سلام عن زيد العمّي عن ابن سيرين عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «فاتحة الكتاب شفاء من السمّ» (٥) [٩].

وأخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم بن أحمد ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أيّوب ، حدّثنا أبو عبد الله محمد بن صاحب ، حدّثنا المأمون بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن عبد الله ، حدّثنا أبو معاوية الضرير عن أبي مالك الأشجعي عن ابن حمران عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتما مقضيّا فيقرأ صبيّ من صبيانهم في الكتاب : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فيسمعه الله عزوجل فيرفع عنهم ذلك العذاب أربعين سنة» (٦) [١٠].

__________________

(١) في الأصل موجود فوقها : رق.

(٢) تفسير القرطبي : ٢٠ / ١١٧.

(٣) سنن الدارمي : ٢ / ٤٤٥.

(٤) في المخطوط : سنة.

(٥) الجامع الصغير : ٢ / ٢٠٧.

(٦) كشف الخفاء : ١ / ٢٢١.