(لَوْ يَرُدُّونَكُمْ) يا معشر المؤمنين.
(مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً) في انتصابه وجهان قيل : بالردّ وقيل : بالحال. (حَسَداً) وفي نصبه أيضا وجهان : قيل على المصدر أي يحسدونكم حسدا ، وقيل : بنزع حرف الصلة تقديره للحسد. وأصل الحسد في اللغة الالظاظ بالشيء حتّى يخدشه وقيل : للمسحاة محسد وللغراد حسدل زيدت فيه اللّام كما يقال للعبد : عبدل.
(مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ) أي من تلقاء أنفسهم لم يأمر الله عزوجل بذلك.
(مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُ) في التوراة إنّ محمّدا صادق ودينه حقّ.
(فَاعْفُوا) فاتركوا. (وَاصْفَحُوا) وتجاوزوا.
(حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) بعذابه القتل والسّبي لبني قريظة والجلاء والنفي لبني النظير قاله ابن عبّاس.
وقال قتادة : هو أمره بقتالهم في قوله تعالى : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ) إلى (وَهُمْ صاغِرُونَ) (١).
وقال ابن كيسان : بعلمه وحكمه فيهم حكم بعضهم بالإسلام ولبعضهم بالقتل والسبي والجزية ، وقيل : أراد به القيامة فيجازيهم بأعمالهم.
(إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١٠) وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١١١) بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (١١٢) وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١١٣))
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَما تُقَدِّمُوا) تسلفوا.
(لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ) طاعة وعمل صالح.
(تَجِدُوهُ) تجدوا ثوابه ونفعه. (عِنْدَ اللهِ) وقيل : بالخبر الحال كقوله عزوجل
__________________
(١) سورة التوبة : ٢٩.