يسقطنّ على أيديكنّ غلام من بني إسرائيل إلّا قتل ولا جارية إلّا تركت ، ووكّل بهنّ من يفعلن ذلك ، وأسرع الموت في مشيخة بني إسرائيل فدخل رؤوس القبط على فرعون فقالوا له : إنّ الموت قد وقع في بني إسرائيل وأنت تذبح صغارهم [ويموت كبارهم ، فيوشك أن يقع العمل علينا ، فأمر فرعون أن يذبحوا سنة ويتركوا سنة فولد هارون في السنة التي لا يذبحون فيها فترك ، وولد موسى في السنة التي يذبحون فيها].
(وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ) في إنجائكم منهم نعمة عظيمة ، والبلاء تنصرف على وجهين : النعماء والنقماء [.............] (١).
(وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ) ....... (٢) ..
(الْبَحْرَ) : وذلك إنّه لما دنا هلاك فرعون أمر الله عزوجل موسى أن يسري ببني إسرائيل ، وأمرهم أن يسرجوا في بيوتهم إلى الصبح ، وأخرج الله عزوجل كل ولد زنا في القبط من بني إسرائيل إليهم وأخرج [من بني إسرائيل كل ولد زنا منهم] (٣) إلى القبط حتى رجع كل واحد منهم الى أبيه ، وألقى الله عزوجل على القبط الموت فمات كل بكرا ، فاشتغلوا بدفنهم [عن طلبهم حتى] (٤) طلعت الشمس وخرج موسى عليهالسلام في ستمائة ألف وعشرين ألف مقاتل لا يتعدّون ابن العشرين أصغرهم ، ولا ابن الستين أكبرهم ، سوى الذرية. فلما أرادوا السير ضرب عليهم التّيه فلم يدروا أين يذهبون ، فدعا موسى عليهالسلام مشيخة بني إسرائيل وسألهم عن ذلك.
فقالوا : إنّ يوسف عليهالسلام لما حضرته الوفاة أخذ على إخوته عهدا أن لا يخرجوا من مصر حتى يخرجوه معهم ؛ فلذلك انسدّ علينا الطريق ، فسألهم عن موضع قبره فلم يعلموا.
فقام موسى ينادي : أنشد الله كل من يعلم أين موضع قبر يوسف إلّا أخبرني به ، ومن لم يعلم فصمّت أذناه عن قولي. فكان يمرّ بين الرّجلين ينادي فلا يسمعان صوته حتى سمعته عجوز لهم فقالت : أرأيتك إن دللتك على قبره أتعطيني كلّما سألتك ، فأبى عليها وقال : حتى أسأل ربّي ، فأمره الله عزوجل بإيتاء سؤلها ، فقالت : إني عجوز كبيرة لا أستطيع المشي فاحملني وأخرجني من مصر هذا في الدّنيا ، وأما في الآخرة فأسألك أن لا تنزل بغرفة من الجنة إلّا نزلتها معك ، قال : نعم ، قالت : إنّه في جوف الماء في النيل ، فادع الله حتى يحبس عنه الماء. فدعا الله فحبس عنه الماء ، ودعا أن يؤخر طلوع الفجر إلى أن يفرغ من أمر يوسف ، فحفر موسى ذلك الموضع واستخرجه في صندوق من المرمر فحمله حتى دفنه بالشام ، ففتح لهم الطريق.
__________________
(١) بياض في المخطوط.
(٢) كلام غير مقروء.
(٣) استدراك عن الدر المنثور : ٥ / ٨٤ والمخطوط بياض.
(٤) استدراك عن تفسير الطبري : ١ / ٣٩٦.