إياس عن سعيد ابن أبي سعيد المقرئ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أتاني جبريل فعلمني الصلاة» [٢٣] ، ثم قام
رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكبّر فجهر بـ (بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
وحدّثنا الحسن
بن محمد ، حدّثنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدون ، حدّثنا الشرقي ، حدّثنا محمد
بن يحيى ، حدّثنا ابن أبي مريم عن يحيى بن أيوب ونافع بن أيوب قالا : حدّثنا عقيل
عن الزهري قال : من سنّة الصلاة أن تقرأ (بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في فاتحة الكتاب [فإن] لم يقرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) لم يقرأ السورة. وقال : إن أوّل من ترك (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) عمرو ابن سعيد بن العاص بالمدينة ، واحتجّ من أنّ إتيان
التسمية أنها من الفاتحة ، والجهر بها في الصلاة بما أخبرنا عبد الله بن حامد ،
أخبرنا محمد بن الحسين بن الحسن بن الخليل النيسابوري القطّان ، حدّثنا محمد بن
إبراهيم الجرجاني ، حدّثنا إبراهيم بن عمّار عن سعيد بن أبي عروبة عن الحجاج بن الحجاج
عن قتادة عن أنس بن مالك قال : صليت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبي بكر وعمر وعثمان ، فلم أسمع أحدا منهم يقرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
وأخبرنا عبد
الله بن حامد ، أخبرنا محمد بن إسماعيل العماريّ ، حدّثنا يزيد بن أحمد بن يزيد ،
حدّثنا أبو عمرو ، حدّثنا محمد بن عثمان ، حدّثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة عن أنس
، أن النبي صلىاللهعليهوسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا لا يجهرون ، ويخفون (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
فعلم بهذا
الحديث أنه لم ينف كون هذه الآية من جملة السورة ، لكنه تعرّض لترك الجهر فقط ،
على أنه أراد بقوله : (لا يجهرون) : أنهم لا يتكلفون في رفع الصوت ولم يرد الإسراء
والتخافت أو تركها أصلا.
ويدل عليه ما أخبرنا
أبو القاسم الحسن بن محمد الحبيبي ، أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ،
حدّثنا محمد بن عبد السلام الوراق وعبد الله بن محمد بن عبد الرّحمن قالا : حدّثنا
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، أخبرنا يحيى بن آدم ، أخبرنا شريك ، عن ياسر ، عن سالم
الأفطس ، عن ابن أبي ليلى ، عن سعيد ، عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يجهر بـ (بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) جهر بها صوته ، فكان المشركون يهزئون بمكّة ويقولون : يذكر إله اليمامة ،
يعنون مسيلمة الكذاب ، ويسمونه الرّحمن ، فأنزل الله : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ) فيسمع المشركون فيهزؤون ، (وَلا تُخافِتْ) عن أمتك ولا تسمعهم (وَابْتَغِ بَيْنَ
ذلِكَ سَبِيلاً) .
واحتجّوا أيضا بما
أخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا محمد بن جعفر المطيري ، حدّثنا بشر
__________________