فقال الطّفل : (إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٢٦) وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (٢٧) وسكت (١) الطّفل إلى أن بلغ حدّ الكلام.
قال سعيد بن جبير : تكلّم في المهد [من الأطفال] (٢) أربعة (٣) : عيسى بن مريم ـ عليهما (٤) السّلام ـ ، وابن ماشطة بنت فرعون ، وصاحب جريح (٥).
وكان جريح هذا رجلا صالحا في بني إسرائيل ، وكان عندهم مومسة ، فجاءت إلى جريح ودعته إلى نفسها فلم يجبها. فدعت بعض الرّعاة إلى نفسها فأجابها فحملت منه ، ثمّ وضعت ولدا ذكرا.
فقالوا لها : من أبوه؟
قالت (٦) : جريح (٧) الرّاهب.
فأقبلوا إليه ، ونالوا منه بالشتيمة (٨) والسّب ، وهدموا صومعته.
فقال لهم : لا تعجلوا في أمري ، واسألوا هذا الطّفل ؛ يعني : ابن المومسة.
فسألوه : من أبوك؟
__________________
(١) ج ، د ، م : ثم سكت.+ أ : قال سكت.
(٢) من أ.
(٣) ب زيادة : أطفال.+ ج ، د ، م زيادة : من الأطفال.
(٤) م : عليه.
(٥) تفسير الطبري ١٢ / ١١٥.
(٦) ج ، د : فقالت.
(٧) ليس في د.
(٨) ج ، د ، م : بالشتم.