ـ رحمه الله ـ (١) وأبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ (٢).
و «شعائر الله» : معالم الله (٣) ومناسكه في الحجّ.
وقوله ـ تعالى ـ : (فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ ، فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) :
أصل «الحجّ» : القصد ـ لغة ـ.
وأخذت «العمرة» من العمارة ، لأنّ الزّائر للمكان يعمره بزيارته. والسّبب في ذلك ، على ما رواه أكثر المفسّرين ، رفع الجناح ؛ لأنّ المسلمين في مبدأ الإسلام كرهوا الطّواف بين الصّفا والمروة. لأنّ الجاهليّة كانوا يطوفون بهما. فأنزل الله الآية ، برفع الجناح في ذلك (٤).
وروي عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ : أنّ السّبب في ذلك ، أنّه كان على الصّفا صنم (٥) ، يقال له : أساف ، وعلى المروة صنم ، يقال له : نائلة زعم أهل
__________________
(١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٢) لعلّ مراد المفسّر هو ما رواه الصدوق عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : قال : سمّي الصفا صفا لأنّ المصطفى آدم هبط عليه فقطع للجبل اسم من اسم آدم ـ عليه السّلام ـ يقول الله ـ تعالى ـ : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) (آل عمران (٣) / ٣٣) وهبطت حوّاء على المروة وإنّما سمّيت المروة لأنّ المرأة هبطت عليها فقطع للجبل اسم من اسم المرأة. علل الشرايع ١ / ٤٣١ ـ ٤٣٢ ، ح ١ وعنه كنز الدقائق ٢ / ٢٠١ ونور الثقلين ١ / ١٤٥ ، ح ٤٦٠ والبرهان ١ / ١٦٩ ، ح ١.
(٣) ج ، د ، أ ، م : معالمه.
(٤) انظر : أسباب النزول / ٣٠ ، تفسير الطبري ٢ / ٢٧ ـ ٢٨.
(٥) ليس في أ.