«الصبر» ها هنا ، هو الصّوم. وأصل الصّوم في اللّغة : هو (١) الكفّ والحبس. ومنه سمّي شهر رمضان ، شهر الصّبر ؛ لكفّ صائمة عن الطّعام والشّراب. ومنه الصّابر على المصيبة ؛ لكفّ نفسه عن إظهار الجزع.
«والصّلاة» ها هنا ، هي (٢) الفريضة المكتوبة.
والأصل في «الصّلاة» : الدّعاء ـ لغة ـ. وفي عرف الشّرع ، تشتمل على قراءة وركوع وسجود وتسليم. ولها تفصيل. وقد مضى ذلك في أوّل السورة (٣) ، فلا فائدة في تكراره ـ ها هنا ـ (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ ، إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) (٥) ؛ أي : وإن كانت لثقيلة (٦) ، إلّا على الخاشعين المتواضعين الذّليلين.
و «الخاشع» : هو الذّليل الخائف المطيع لله ـ تعالى ـ.
ونصب «كبيرة» لأنّها خبر «كان» واسمها مضمر فيها (٧).
وقوله ـ تعالى ـ : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥)).
قال جماعة من المفسرين : «الخوف» ها هنا : الجهاد. «والجوع» : الصّوم.
__________________
(١) ليس في ج ، د ، أ ، م.
(٢) ليس في أ.
(٣) أ ، ج ، د ، م : أوّل البقرة.
(٤) سقط من هنا قوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (١٥٤)).
(٥) البقرة (٢) / ٤٥. هذه الآية قد تقدّمت هي وتفسيرها في محلّها.
(٦) هذا التفسير إشارة إلى الآية (١٤٣) وهو من اشتباه المؤلّف.
(٧) هذا إشارة إلى الآية (١٤٣) وليس تفسيرا للآية (٤٥)