نَصْر أَحمدُ بنُ سَهْلِ بنِ حَمْدَوَيْه القَبَائِيُّ ، ذَكَرَهُما المَالِيني هكذا.
[قتو] : والقَتْوُ ، بالفَتْح ، والقَتَا ، كقَفاً ، مُثَلَّثَةً : حُسْنُ خِدْمةِ المُلُوكِ. تقولُ : هو يَقْتُو المُلُوكَ ، أَي يَخْدُمُهم.
وقيلَ لرَجُلٍ : ما صَنْعَتُك؟ (١) قالَ : إذا صِفْتُ نَصفْتُ ، وإذا شتَوْتُ قَتَوْتُ ، فأَنا ناصِفٌ قاتِي في جميعِ أَوْقاتِي ، من نَصَفَ ينصُفُ إذا خَدَمَ ، كذا في الأساسِ ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِي :
إنِّي امْرؤٌ من بَني فَزارَةَ لا |
|
أُحْسِنُ قَتْوَ المُلُوكِ والخَبَبَا (٢) |
وفي التَّهذيبِ :
إنِّي امْرؤٌ مِن بَنِي خُزَيمَةَ ..
كالمَقْتَى يقالُ : قَتَوْتُ أَقْتُو قَتْواً ومَقْتًى ، كغَزَوْتُ أَغْزُو غَزْواً ومَغْزًى ، كما في الصِّحاحِ والتَّهذيبِ.
والقَتْوَةُ ، بهاءٍ : النَّمِيمةُ ، نقلَهُ الأزْهرِي عن ابنِ الأعْرابي.
والمَقْتَوُونَ ، بفَتْح الميمِ ، والمَقاتِوَةُ ، بالواوِ ، والمَقاتِيَةُ ، بالياءِ : الخُدَّامُ ، وقيلَ : الذينَ يَعْمَلُونَ للناسِ بطَعامِ بُطُونِهم ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه والجَوْهرِي وابنُ السيِّد في أَبياتِ كِتابِ المَعانِي. الواحِدُ مَقْتَوِيٌّ ، بفَتْح الميمِ وتَشْديدِ الياءِ ، كأَنَّه مَنْسوبٌ إلى المَقْتَى ، وهو مَصْدَرٌ كما قالوا : ضَيْعةٌ عَجْزِيَّةٌ للتي لا تَفِي غَلَّتها بخَراجِها.
قالَ الجَوْهرِي : ويجوزُ تخفيف ياءِ النِّسْبَة ، كما قالَ عَمْرُو بنُ كُلْثوم :
تُهَدِّدُنا وتُوعِدُنا رُوَيْداً |
|
مَتى كُنَّا لأُمِّكَ مَقْتَوِينا؟ (٣) |
وقيلَ : الواحِدُ مَقْتَى أَو مَقْتَوِينُ ، بفَتْحِ مِيمِهِما وكَسْر الواوِ ، الأخيرُ نقلَهُ ابنُ سِيدَه ، وتُفْتَحُ الواوُ أَي مِن مَقْتَوَيْن ، غَيْرُ مَصْرُوفَيْنِ أَي مَمْنُوعَيْن من الصَّرْف ، وهي للواحِدِ والاثْنَيْن والجَمْعِ والمُؤَنَّثِ والمُذكَّرِ سَواءٌ.
قالَ الجَوْهرِي : قالَ أبو عُبيدَةَ : قالَ رجُلٌ من بَني الحرمازِ : هذا رجُلٌ مَقْتَوِينٌ وهذان رجُلانِ مَقْتوِينٌ ورجالٌ مَقْتوِينٌ ، كُلُّهُ سَواءٌ ، وكَذلكَ المُؤَنَّث.
* قُلْت : رَواهُ المُفضَّل وأَبو زَيْدٍ عن ابنِ عَوْن الحِرْمازِي.
قالَ ابنُ جنِّي : ليسَتِ الواوُ في هؤلاء مَقْتَوُون ورأَيْت مَقْتَوِين ومَرَرْت بمَقْتَوِين إعْراباً أَو دَلِيلَ إعْرابٍ إذ لو كانتْ لوَجَبَ أَن يقالَ : هؤلاء مَقْتَوْنَ ورأَيْتَ مَقْتَيْنَ ، ولجَرَى مُصْطَفَيْن.
قالَ سِيْبَوَيْه : سأَلْت الخليلَ عن مَقْتَوٍ ومَقْتَوِين فقالَ : هذا بمنْزِلَةِ الأشْعرِيِّ والأَشْعَرِين ، وكان القِياسُ إذ حَذَفْت ياءَ النَّسَبِ منه أَنْ يقالَ : مَقْتَوْن كما قالوا في الأعْلى الأَعْلَوْن إلَّا أنَّ اللامَ صحَّت في مَقْتَوِين ، لتكونَ صحَّتها دَلالَةً على إرادَةِ النَّسَبِ ، ليعلمَ أنَّ هذا الجَمْعَ المَحْذُوفَ منه النَّسَب بمنْزِلَةِ المُثْبتِ فيه. قالَ سِيْبَوَيْه : وإنْ شِئْت قُلْت جاؤُوا به على الأصْلِ كما قالوا : مَقاتِوَةٌ ، وليسَ كلّ العَرَبِ يَعْرف هذه الكَلِمَة. قالَ : وإن شِئْتَ قُلْت بمنْزِلَةِ مِذْرَوَيْنِ حيث لم يَكُنْ له واحِدٌ يُفْردُ.
وقالَ أَبو عُثْمان : لم أَسْمَع مِثْلَ مَقاتِوَة إلَّا سَواسِوَةٌ في سَواسِيَةٍ ومَعْناه سَواء.
أَو الميمُ فيه أَصْلِيَّةٌ فيكونُ من مَقَتَ إذا خَدَمَ ، فعلى هذا بابُه مقت ، ولم يَذْكرْه المصنِّفُ هناك ونبَّهنا عليه.
واقْتَواهُ : اسْتَخْدَمَهُ ، جاءَ ذلكَ في حديثِ عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عتبَة : سُئِلَ عن امْرأَةٍ كانَ زَوْجُها مَمْلوكاً فاشْتَرَتْه فقال : «إن اقْتَوَتْه فُرِّق بَيْنهما ، وإن أَعْتَقَتْه فهُما على النِّكاح» ، أَي اسْتَخْدَمَتْه ، هكذا فسَّرَه ابنُ الأثيرِ وغيرُهُ.
قالَ ابنُ سِيدَه : وهذا شاذٌّ جدًّا لأنَّ بناءَ افْتَعَلَ لازِمٌ البَتَّةَ.
__________________
(١) في الأساس : ما ضيعتك.
(٢) الصحاح ، وفي اللسان والأساس والتهذيب ، من بني خزيمة. وعجزه في المقاييس ٥ / ٥٨.
(٣) من معلقته ، مختار الشعر الجاهلي ، واللسان والأساس ، وعجزه في الصحاح والتهذيب.