ونَقاةُ الطَّعام ، بالفتح ، ونَقايَتُهُ ، ويُضَمَّانِ : رَدِيئُهُ وما أُلْقِيَ منه ؛ الضَّمُّ في النُّقاةِ عن اللّحْياني وهي قَلِيلةٌ ، قالَ : وهو ما يَسْقُط مِن قماشِه وتُرابِه : والفَتْح فيهما عن ثَعْلَب وفَسَّرهما بالرَّدِيء.
وفي الصِّحاح : النَّقاةُ ، مِثْلُ القَناةِ ، ما يُرْمَى من الطَّعامِ إذا نُقِّيَ ؛ حكاهُ الأُمَوي. وقالَ بعضُهُم نَقاةُ كلِّ شيءٍ رَدِيئُهُ ما خَلا التَّمْر فإنَّ نَقاتَهُ ، خِيارُهُ.
وقال ابنُ سِيدَه : والأَعْرَفُ في ذلكَ نَقاتُه ونُقايَتُه.
والنَّقا من الرَّمْلِ ، مَفْتوحٌ مَقْصورٌ : القِطْعَةُ تَنْقادُ مُحْدَوْدِبَةً.
وفي الصِّحاح : الكثيبُ مِن الرَّمْلِ.
وقال غيرُهُ : يقالُ هذه نَقاةٌ مِن الرَّمْلِ للكثيبِ المُجْتَمِع الأبْيض الذي لا يُنْبِتُ شيئاً.
قال القالِي : يُكْتَبُ بالألفِ وبالياءِ ، وأَنْشَدَ :
كمثل النَّقي يمشي الوَليدَانِ فَوْقَه |
|
بما احْتَسَبَا مِن لينِ مسٍ وتسْهَالِ |
وحَكَى يَعْقوب في تَثْنِيتِه : هُما : نَقَوانِ ونَقَيانِ أَيْضاً ، ج أَنْقاءٌ ونُقِيٌّ ، كعُتِيٍّ ؛ قالَ أَبو نُخَيْلة :
واسْتَزْوَرَتْ مِن عالجٍ نُقِيّا (١)
وفي الحديثِ : «خَلَقَ الله جُؤْجؤَ آدمَ من نَقا ضَريَّة» ، أَي مِن رَمْلِها ، وضَرِيَّةُ ذُكِرَ في محلِّه.
وبناتُ (٢) النَّقا : دُوَيْبَّةٌ تَسْكُنُ الرَّمْلَ كأنَّها سَمَكةٌ مَلْساءُ فيها بَياضٌ وحُمْرةٌ ، وهي الحُلكةُ ؛ قال ذو الرُّمَّة وشبَّه بَنانَ العَذارَى بها :
وأَبْدَتْ لنا كَفًّا كأَنَّ بَنانَها |
|
بناتُ النَّقا تَخْفى مِراراً وتَظْهَرُ (٣) |
وأَنْشَدَ القالِي للرَّاعِي :
وفي القَلْب والحِنَّاءِ كفٌّ كأنَّها |
|
بناتُ النَّقا لم يُعْطِها الزَّنْدَ قادِحُ (٤) |
ويقالُ لها أَيْضاً : شَحْمَةُ النَّقا.
والنَّقْوُ والنَّقا ، بفَتْحِهما كما هو مُقْتَضى إطْلاقِه : عَظْمُ العَضُدِ ؛ وقيلَ : كلُّ عَظْمٍ مِن قَصَب اليَدَيْن والرِّجْلَيْن نَقْوٌ على حِيالِه.
أَو النِّقْوُ بالكسْر (٥) : كُلُّ عَظْمٍ ذِي مُخِّ ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عن الفرَّاء.
وفي كتابِ القالِي : النَّقْي العَظْمُ المُمخ مَقْصورٌ يُكْتَبُ بالياءِ ؛ ج أَنْقاءٌ.
وقالَ الأصْمعي : الأَنْقاءُ كلُّ عَظْمٍ فيه مُخٌّ ، وهي القَصَبُ ، قيلَ في واحِدِها نِقْوٌ ونِقْيٌ أي بكسْرِهما.
وقال غيرُهُ : يقالُ في واحِدِها نِقْيٌ ونَقًى بالكسْر والفتح.
قال القالِي : وأَنْشَدَ أَبو محمدِ بنُ رسْتُم لابنِ لجا :
طَوِيلَة والطّول مِن أَنْقائِها
أَي مِن عِظامِها المُمِخّةِ.
والنِّقْيُ ، بالكسْر وإطْلاقه عن الضَّبْط غَيْر صحيح : المُخُّ ، أَي مُخُّ العِظام ، وشَحْمُها ، وشَحْمُ العَيْن مِن السِّمَنِ ، والجَمْع أَنْقاءٌ.
ورجُلٌ أَنْقَى وامرأَةٌ نَقْواءُ : دَقِيقَا القَصَبِ.
وفي التهذيبِ : رجُلٌ أَنْقَى دَقِيقُ عَظْم اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْن والفَخذِ ، وامرأَةٌ نَقْواءُ.
وقالوا : ثِقَةٌ نِقَةٌ وهو إتْباعٌ كأنَّهم حَذَفُوا واو نِقْوَة ، حَكَى ذلكَ ابنُ الأعْرابي.
__________________
(١) في اللسان : واستردفت.
(٢) على هامش القاموس عن نسخة : ويقال : شَحْمَةُ النَّقا.
(٣) ديوانه ص ٢٢٦ والتكملة وصدره فيها :
خراعيب أملود كأن نباتها
وعجزه في اللسان والتهذيب ، ويروى :
خراعيب أمثال كأن بنانها
(٤) ديوان الراعي النميري ط بيروت ص ٤٦ برواية :
وفي العاج والحناء كف بنانها |
|
كشحم النقا لم يعطها الزند قادح |
وانظر تخريجه فيه.
(٥) كذا نظر لها الشارح وسياق القاموس يقتضي أنها مفتوحة عطفاً على ما قبلها. والمثبت يوافق ضبط اللسان والمصباح والتهذيب والصحاح.