وقالَ أبو زيْدٍ : كَدَتِ الأرضُ تَكْدُو كَدْواً ، بالفَتْحِ ، وكُدُوًّا ، كعُلُوِّ ، فهي كادِيَةٌ ، والجَمْعُ الكَوادِي : أبْطَأ عنها نَباتُها ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
وكَدَا الزَّرْعُ وغيرُهُ من النَّباتِ : ساءَتْ نِبْتَتُهُ.
وضِبابُ الكُدى (١) : سُمِّيَتْ به لوَلَعِها بحَفْرِها ، أَي بحَفْرِ الكُدَى ، وهي جَمْعُ كُدْيةٍ للأرْضِ الصُّلْبَةِ.
ويقالُ : ضَبُّ كُدْيةٍ ، والكُدى يُكْتُبُ بالياءِ فالأَوْلى ذِكْرُه في الذي تقدَّمَ.
والكِداءُ* ، ككِساءٍ : المَنْعُ والقَطْعُ ، اسْمٌ مِن أَكْدَى ؛ عن ابنِ الأعْرابي حَكاهُ عنه ابنُ وَلَّاد في المَقْصورِ والمَمْدودِ.
وحكَى القالِي عن ابنِ الأنْبارِي : الكِداءُ : القَطْعُ ، وبه فَسَّر الآيةَ ، قالَ : وعِنْدِي هو المَنْعُ مِن أَكْدَى الحافِرُ إذا بَلَغَ الكُدْيَةَ ، ومحلُّ ذِكْرِه الذي تقدَّمَ.
وكَداءٌ كسَماءٍ : اسْمٌ لعَرَفات كُلّها عن ابنِ الأعْرابي نقلَهُ ابنُ عُدَيْس.
أَو جَبَلٌ بِأَعْلَى مكَّة ، وهي التَّثنيةُ التي عند (٢) المَقْبرةِ ، وتُسَمَّى تلْكَ الناحِيَةِ المعلاة (٣) ، ولا يَنْصرفُ للعِلْمِيَّة والتَّأْنِيثِ ؛ كذا في المِصْباح.
وقالَ نَصْر : قالَ محمدُ بنُ حزمٍ : كَداءُ ، المَمْدودَةُ بأَعْلَى مكَّة عِنْدَ ذِي (٤) طوى قُرْبَ شعْبِ الشافِعِيِّين ؛ وابن الزُّبَيْر عنْدَ قُعَيْقِعَان ، ودخَلَ النبيُّ صلىاللهعليهوسلم ، مكَّةَ منه ؛ كذا في النسخِ والصَّوابِ منها.
وكُدَيٌّ ، كسُمَيٍّ : جَبَلٌ بِأَسْفَلِها وخَرَجَ منه ، وكَوْنه صلىاللهعليهوسلم ، خَرَجَ منه ؛ هكذا هو في كتابِ الجَواهِرِ لابنِ شاسٍ والذَّخِيرةِ للقَرافي ؛ ونازَعَهُ ابنُ دَقيقِ العِيدِ في شرْحِ العُمْدةِ وقالَ إنَّ التَّثْنِيةَ السُّفْلى التي خَرَجَ منها هي كُدًى ، بالضمِّ والقَصْر ، وليسَ كُدَيًّا ، كسُمَيِّ ، هو السُّفْلى على ما هو المَعْروفُ ؛ وقد سلمه ابنُ مَرْزُوق في شرْحِهِ على العُمْدَةِ وقالَ : هو كما قالَهُ الإمامُ ، فتأَمَّل ذلك.
وَجَبَلٌ آخَرُ بقُرْبِ عرفَةَ.
وكُدًى ، كقُرًى جَمْعُ قَرْيةٍ ، وليسَ هذا مِن أَوْزانِهِ ؛ ولو قالَ كهُدًى كعادَتِه كانَ أَنَصّ على المُرادِ نبَّه عليه شيْخُنا وهو يُكْتَبُ بالياءِ ويُضافُ إليها فيقالُ : ثَنيةُ كُدًى للتَّخْصِيصِ ، قالَ صاحِبُ المِصْباح : ويَجوزُ أن يُكْتَب بالألِف ؛ جَبَلٌ مَسْفَلَةَ مكَّةَ على طرِيقِ اليَمَنِ.
وكَدًى ، مَنْقُوصةً كفَتًى ، ثَنِيَّةٌ بالطَّائِفِ ؛ وغَلِطَ المُتأَخِّرونَ من المحدِّثين وغيرِهِم في هذا التَّفْصِيلِ ، واخْتَلَفُوا فيه على أَكْثَرَ من ثَلاثِينَ قَوْلاً.
* قُلْت : أَصْلُ الاخْتِلافِ في هذه الأقْوال من اخْتِلافِ رِوَاياتِ حديثِ دُخُولِهِ صلىاللهعليهوسلم ، مكَّةَ وخُرُوجِه منها وتِكْرارِها ، وقد أَبْعَدَ المصنِّفُ المَرْمى في سِياقِه وخالَفَ أَئِمَّة الحديثِ واللغةِ ، والذي صَرَّحَ به الحافِظُ ابنُ حَجَر في مقدِّمَةِ الفَتْح : أنَّه دَخَلَ مِن كَداء ، بالفَتْح مَمْدوداً ، وخَرَجَ من كُدًى ، بالضم مَقْصوراً ، وهُما جَبَلانِ. ونقَلَ نَصْر في مُعْجمهِ عن محمدِ بنِ حَزْم : أنه صلىاللهعليهوسلم ، باتَ بذِي طوى ، ثم نَهَضَ إلى أَعْلَى مكَّة فدَخَلَ منها ، وفي خُرُوجِه خَرَجَ (٥) إلى أَسْفَل مكَّة ثم رَجَعَ إلى المحصبِ ، وأَمَّا كُدَيّ مُصَغَّراً فإنَّما هو لمَنْ خَرَجَ مِن مكَّة إلى اليَمَنِ ، وليسَ مِن هذين الطَّريقَيْن في شيءٍ ؛ قالَ : أَخبَرنِي بذلكَ كُلّه أبو العبَّاس أَحْمدُ بنُ عُمَر بنِ أَنس العُذْرِي عن كلِّ مَنْ لَقِيَ مِنْ أَهْلِ المَعْرفَةِ بمكَّة لمواضِعِها (٦) مِن أَهْلِ العِلْمِ بالأحاديثِ (٧) الوارِدَةِ ، انتَهَى.
ومِثْلُه في النهايَةِ والمِصْباح ، ففي النهايَةِ ما نَصّه في الحديثِ : أنَّه دَخَلَ مكَّةَ عامَ الفَتْحِ مِن كَدَاء ودَخَلَ في العُمْرَةِ من كُدًى.
* قُلْت : وفي العَيْن : ودَخَلَ خَالِدُ بنُ الوليدِ من كُدًى ، بالفَتْح والمدِّ ، التَّثْنِيَة العُلْيا بمكَّة ممَّا يلِي المَقابرِ ، وكُدًى ،
__________________
(١) في القاموس : «الكُدا» بالألف.
(٢) بالأصل : «عندى».
(٣) في اللسان : المَعْلَى.
(٤) انظر عبارة ابن حزم باختلاف في معجم البلدان : «كداء».
(*) بالأصل لم يشر اليها انها من القاموس.
(٥) في معجم البلدان : «من أسفل».
(٦) في ياقوت : بمواضعها.
(٧) لفظة «بالأحاديث» زيادة عن معجم البلدان.