أَو هو إذا اسْتَعارَها لصَيْدِ الظِّباءِ في الحَرِّ في نِصْف النّهار.
واسْتَمَى الصَّائِدُ الظِّباءَ : إذا طَلَبَها في غَيْرِ آنِها (١) عِندَ مَطْلَعِ سُهَيْلٍ ؛ عن ابن الأعرابيِّ. يَعْنِي بالغِيرانِ الكُنُسَ.
وماءُ السَّماءِ : أُمُّ بَني ماءِ السَّماءِ لا اسْمَ لها غيرُ ذلكَ (٢) ؛ قالَهُ ابن الأعرابيِّ.
وقالَ غيرُهُ : وكانت أُمُّ النعمانِ تُسمَّى ماءُ السَّماوَةِ فسَمَّتها الشُّعراءُ ماءَ السَّماءِ ؛ كذا في التَّهْذيب.
قال شيْخُنا : وقيل : إنَّ اسْمَها ماوِيَةُ بنتُ عُوْف ، وأمَّا أُمُّ المنْذرِ بنِ امْرئِ القَيْسِ فسُمِّيت ماء السَّماءِ لحُسْنِها ، ويقالُ لولدِها بَنُو ماءِ السَّماءِ ، وهُم مُلُوك العِراقِ.
وأُسْمُ الشَّيءِ ، بالكسر هي اللُّغَةُ المَشْهورَةُ ، والضَّمّ لُغَةُ بَني عَمْرو بنِ تميمٍ وقُضاعَةَ ، حكَاه ابنُ الأعرابيِّ ، وسِمُهُ وسِمَاهُ مُثَلَّثَتَيْن ، أَمَّا سِمُهُ ، بالكسر ، فعلى لُغَةِ مَنْ قالَ اسْم ، بالكسْر ، فطَرَحَ الألِفَ وأَلْقَى حَرَكَتها على السِّين أَيْضاً ، وأَمَّا الضم فيه فلُغَةُ قُضاعَةَ ، وأَنْشَدَ الكِسائي لبعضِ بَني قُضاعَةَ :
باسْمِ الذي في كل سُورةٍ سُمُهْ (٣)
بالضم. وعن غيرِ قُضاعَةَ سِمُه بالكسْر.
وفي الصِّحاح : فيه أَرْبَع لُغاتٍ : إسْمٌ وأُسْمٌ ، بالضمِّ ، وسِمٌ وسُمٌ ، وأَنْشَدَ :
وعامُنا أَعْجَبَنا مُقَدَّمُهْ |
|
يُدْعَى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سِمُه (٤) |
بالضم والكسر.
وأَنْشَدَ شاهِداً على سما :
واللهُ أَسْماكَ سُماً مُبارَكاً |
|
آثَرَكَ اللهُ به إيثارَكَا (٥) |
وقُرِئَ في الشَّواذ : بسما الله الرحمن الرحيم.
عَلامَتُه ، وهو مُشْتَقٌّ من سَمَوْتُ لأنَّه تَنْويهٌ ورِفْعَةٌ ، وتقديرُه إفْعٌ ، والذَّاهب منه الواو ، لأنَّ جَمْعَه أَسْماءٌ وتصغيرُهُ سُمَيٌّ ، واختُلف في تقْديرِ أَصْله فقال بعضُهم : فِعْلٌ ، وقال بعضهم : فُعْلٌ ، كما في الصِّحاح.
وفي المِصْباح : الاسمُ هَمْزتُه وَصْل وأَصْلُه سمو كحمْلٍ أَو قُفْلٍ ، وهو مِن السُّمُوِّ بدَليلِ سُمَيِّ وأَسْماءٍ ، وعلى هذا فالنَّاقِص منه اللام ، ووَزْنه إفْعٌ ، والهَمْزةُ عوض عنها وهو القِياسُ أَيْضاً ، لأَنَّهم لو عوَّضُوا مَوضِع المَحْذُوفِ لكانَ المَحْذوف أَوْلى بالإِثْباتِ ، وذَهَبَ بعضُ الكُوفيِّين إلى أنَّ أَصْلَه وَسَمٌ لأنَّه مِن الوَسْم وهو العَلامَةُ ، فحذِفَتِ الواوُ ، وهي فاءُ الكَلمَة ، وعُوِّضَ عنها الهَمْزة ، وعلى هذا فوَزْنُه اعل ، قالوا : وهذا ضَعِيفٌ لأنَّه لو كانَ كذلكَ لقيلَ في التَّصغير وُسَيْم وفي الجَمْع أَوْسامٌ ، ولأنَّك تقولُ سميته ولو كان من السّمَة لقُلْت وسَمْته ، انتَهَى.
وأَوْرَدَ الأَزْهريُّ هذا الكَلامَ بعَيْنِه وقالَ : رُوِي عن أَبي العبَّاس قالَ : الاسْمُ وَسْمٌ (٦) وسِمَةٌ تُوضَعُ على الشيءِ يُعْرَف به.
وقالَ الرَّاغبُ : الاسْمُ ما يُعْرَفُ به ذاتُ الشيءِ وأَصْلُه سِمْوٌ بدَلالةِ قوْلهم أَسْماء وسُمَيّ ، وأَصْلُه مِن السُّمُوِّ ، وهو الذي به رُفِعَ ذِكْر المُسَمّى فيُعْرَفُ به.
وقالَ المناوي في التَّوْقيف : الاسْمُ ما دَلَّ على مَعْنى في نفْسهِ غَيْر مُقْتَرنٍ بأَحَدِ الأَزْمِنَةِ الثَّلاثة ، ثم إنْ دلَّ على مَعْنىً يقومُ بذاتِه فاسْمُ عَيْن ، وإلَّا فاسْمُ مَعْنى سِواءٌ كانَ مَعْناه وُجوديّاً كالعَلَم أَو عَدَميّاً كالجَهْل.
وقال ابنُ سِيدَه : الاسْمُ هو اللَّفْظُ المَوْضوعُ على الجَوْهَرِ أَو العَرَضِ (٧) للتَّميزِ (٨) ، أَي ليفْصلَ به بعضَه عن بعضٍ.
__________________
(١) كذا بالقاموس ، وفي اللسان : «غير انها» وهو ما يفهم من عبارة الشارح فيما يأتي.
(٢) في القاموس : «غيرُهُ» بدل «غير ذلك».
(٣) اللسان والتهذيب.
(٤) الصحاح واللسان وزيد فيه :
مبتركاً لكل عظم يلحمه
(٥) اللسان والصحاح بدون نسبة.
(٦) في التهذيب واللسان : رسم.
(٧) في القاموس : والعَرَض.
(٨) في القاموس : للتمييز.