وقد دَمِيَ الشَّيءُ ، كرَضِيَ ، يَدْمَى دَماً* ودُمِيّاً فهو دَم ، مِثْل فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً فهو فَرِقٌ ، والمَصْدَرُ مُتَّفَقٌ عليه أنَّه بالتحْرِيكِ ، وإنَّما اختَلَفُوا في الاسْمِ ؛ قالَهُ الجوهرِيُّ.
وأَدْمَيْتُه أَنا ودَمَّيْتُه تَدْمِيَةً : إذا ضَرَبْتَه حتى خَرَجَ منه دَمٌ ؛ قالَ رُؤْبَة :
فلا تَكُوني يا ابْنَةَ الأَشَمِّ |
|
وَرْقاءَ دَمَّى ذِئْبُها المُدَمِّي (١) |
نَقَلَه الجوهرِيُّ.
وفَسَّرَه ثَعْلَب فقالَ : الذِّئْبُ إذا رأَى بصاحِبِه دَماً وَثَبَ عليه فيقولُ : لا تَكُوني كهذا الذِّئْبِ ؛ ومِثْله :
وكُنْتُ كذِئْبِ السُّوءِ لمَّا رأَى دَماً |
|
بصاحِبِه يوماً أَحالَ على الدَّمِ (٢) |
ومنه المَثَلُ : ولدُكَ مَنْ دَمَّى عَقِبَيْك.
وهو دامِي الشَّفَةِ : أَي فَقيرٌ ؛ عن أَبي العميثلِ الأعْرابيِّ ، وهو مَجازٌ.
وبَناتُ دَمٍ : نَبْتٌ م مَعْروفٌ.
والدَّمُ : السِّنَّورُ ؛ حَكَاهُ النَّضْرُ في كتابِ الوحوشِ ؛ وأَنْشَدَ كُراعٌ :
كَذاكَ الدَّمُ يأْدُو للعَكابِرْ
والعَكَابِرُ : ذكورُ اليَرابيعِ.
ودَمُ الغِزْلانِ : بَقْلَةٌ لها زَهْرَةٌ حَسَنَةٌ ؛ كذا في المُحْكم.
وفي التَّهْذِيبِ عن الليْثِ : بَقْلَةٌ لها زَهْرةٌ يقالُ لها دُمْيَةُ الغِزْلانِ.
ودَمُ الأَخَوَيْنِ : م مَعْروفٌ وهو العَنْدَمُ وهو القاطِرُ المكِّيُّ ، أَوْ نَوْعٌ منه ؛ فارِسِيَّتُه (٣) خُونِ سِياوُشانْ.
والدُّمْيَةُ ، بالضَّمِّ : الصُّورةُ المُنْقشةُ من الرُّخامِ ؛ عن الليْثِ. وفي الصِّحاحِ : الصُّورةُ مِن العَاجِ ونحْوِه.
أَو عامٌّ مِن كلِّ شيءٍ مُسْتَحْسَن في البَياضِ ؛ أَو الصُّورةُ عامَّة ؛ وهو قَوْلُ كُراعٍ.
وقال أَبو العَلاءِ : سُمِّيَت دُمْيَةٌ لأنَّها كانتْ أَوَّلاً تُصَوّرُ بالحُمْرةِ فكأنَّها أُخِذَتْ مِن الدَّمِ تُشَبَّه بها المَلِيحةُ لأنَّها مُزَيَّنَةٌ.
وفي حدِيثِ الحليةِ : «كانَ عُنُقُه جِيدَ دُمْيَةٍ».
قالَ ابنُ الأثيرِ : هي الصُّورةُ المُصَوَّرةُ لأنَّها يُتَنَوَّقُ في صَنْعتِها ويُبالَغُ في تَحْسِينها.
والدُّمْيَةُ أَيْضاً : الصَّنَمُ ؛ نَقَلَهُ الليْثُ ؛ ج دُمًى.
وفي الرَّوْض : تُسَمَّى الأصْنامُ دُمىً لأنَّ الدِّماءَ تُراقُ عنْدَها تقرُّباً.
قال شيْخُنا : في هذا الاشْتِقاقِ نَظَرٌ ، ولو قيلَ لتَزْيينِها وتَنْقِيشها كالدُّمَى المُصوَّرةِ لكانَ أَظْهَر ، وأَمَّا الدِّماءُ فهي بالكَسْرِ والمَدِّ جَمْع دَمٍ ، كما مَرَّ ، إلَّا أن يُريدَ عُمومَ الاشْتِقاقِ والاجْتِماعِ في المادَّة في الجمْلة على ما فيه مِن البُعْدِ.
ومن أَيْمان الجاهِلِيَّة : لا والدُّمَى ، يُرِيدُون الأصْنام ، ويُرْوى : لا والدِّماءُ ، بالكسْرِ ، يَعْني دَمَ ما يُذْبَح على النُّصُبِ ؛ كذا في النهايةِ.
والمُدَمَّى ، كمُعَظَّم : السَّهْمُ الذي عليه حُمْرَةُ الدَّم ، وقد جَسِدَ به حتى يضرِبَ إلى السَّوادِ. وكانَ الرَّجُلُ إذا رَمَى العَدُوَّ بسَهْمٍ فأصَابَ ثم رَماهُ به العَدُوُّ وعَلَيْه دَمٌ جَعَلَه في كِنانَتِه تَبَرُّكاً به ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقد جاءَ في حدِيثِ سَعْدٍ ، رضياللهعنه ؛ وقالَ بعضُهم : هو مأْخُوذٌ مِن الدَّمياءِ (٤) وهي البرَكَةُ.
والمُدَمَّى : الشَّديدُ الحُمْرةِ من الخَيْلِ وغيرِهِ.
وكلُّ أَحْمَرَ شَدِيد الحُمْرةِ فهو مُدَمّى. يقالُ : ثوبٌ مُدَمّى ، وكُمَيْتٌ مُدَمّى.
__________________
(*) كذا بالأصل وبالقاموس : دَمَى.
(١) اللسان والصحاح.
(٢) اللسان بدون نسبة.
(٣) في القاموس : وفارسيَّتُهُ.
(٤) في اللسان : الدامياء.