الوَطْبِ إذا مُخِضَ تَقِيهِ مِن الأَرْضِ ؛ نَقَلَهُ ابنُ بَرِّي ، قالَ : وجَمْعُه الثُّوَى كقُوىً ، وأَنْشَدَ للطِّرِمَّاح :
رِفاقاً تُنادِي بالنُّزولِ كأنَّها |
|
بَقايا الثُّوَى وَسْط الدِّيار المُطَرَّح (١) |
وَثَاءَةُ : ع ببِلادٍ هُذَيْلٍ. ومَرَّ له في الهَمْزِ كَذلِكَ.
والثَّاءُ : حَرْفُ هِجاءٍ مَخْرَجُه مِن طَرَفِ اللِّسانِ وأَطْرافِ الثَّنايَا العُلْيا.
قالَ ابنُ سِيدَه : وإنَّما قَضَيْنا على أَلِفِه بأنَّه واوٌ لأنَّها عَيْن.
وقافِيَةٌ ثاوِيَةٌ : على حَرْفِ الثاءِ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
المَثْوَى : مَصْدَرُ ثَوَى يَثْوِي ؛ وقَوْلُه تعالى : (النّارُ مَثْواكُمْ) (٢).
قالَ أَبو عليِّ : المَثْوَى عنْدِي في الآيَةِ اسمٌ للمَصْدَرِ دُونَ المَكانِ لحُصولِ الحالِ في الكَلامِ مُعْمَلاً فيها ، أَلا تَرَى أَنَّه لا يَخْلو مِن أَنْ يكونَ مَوْضعاً أَو مَصْدراً؟ فلا يجوزُ أَنْ يكونَ موضِعاً لأنَّ اسمَ المَوْضِعِ لا يَعْمَل عَمَلَ الفِعْل لأنَّه لا معْنَى للفِعْلِ فيه ، فإذا لم يَكُنْ موضعاً ثَبَتَ أنَّه مَصْدرٌ ، والمعْنَى النارُ ذاتُ إقامَتكم فيها.
والمُثْوِي ، بالضمِّ وكسْرِ الواوِ : اسمُ رُمْحٍ للنبيِّ صَلَى الله عليه وسلم ، سُمِّي به لأنَّه يُثْبِت المَطْعونَ به ؛ مِن الثَّوى (٣) : الإِقامَة.
وقَوْلُه تعالى : (أَحْسَنَ مَثْوايَ) (٤) ، أَي تَولَّاني في طولِ مقامِي.
ويقالُ للغَرِيبِ إذا لَزِمَ بلْدَةً : هو ثاوٍ بها (٥).
وأُمُّ مَثْوَى الرَّجُلِ : ربَّةُ مَنْزِلِه ؛ ومنه حدِيثُ عُمَر : كُتِبَ إليه في رجُلٍ قيلَ له مَتَى عَهْدُك بالنِّساءِ؟ فقالَ : البارِحَةُ ، فقيلَ : بمَنْ؟ قالَ : بأُمِّ مَثْوَايَ أَي ربَّة المَنْزِلِ الذي باتَ فيه ، ولم يُرِد زَوْجَتَه لأَنَّ تمامَ الحدِيثِ : فقيل له : أَمَا عَرَفْتَ أَنَّ اللهَ قد حَرَّمَ الزِّنا؟ فقالَ : لا.
وتَثَوَّيْتُه : تَضَيَّفْتُه.
والثَّوِيُّ ، كغَنِيِّ : الصَّبُورُ في المَغازِي المُجَمّر وهو المَحْبُوسُ : عن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وثايَةُ الجَزُورِ : مَنْحرُها.
والثَّوِيَّةُ ، كغَنِيَّة : مَأْوَى البَقَرِ والغَنَمِ.
والثَّايَةُ : أن يُجْمَعَ شَجَرتانِ أَو ثلاث فيُلْقَى عليها ثَوْبٌ ويُسْتَظَلّ به ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ.
وجَمْعُ الثَّايَةِ : ثايٌّ ؛ عن اللّحْياني.
[ثيا] : ي الثِّيَّةُ ، كالنِّيَّةِ : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ بَرِّي : مَأْوَى الغَنَمِ ؛ لُغَةٌ في الثايَةِ.
فصل الجيم مع الواو والياء
[جأي] : ي الجَأَى ، كالجَوَى ، والجُؤَةُ كثُبةٍ ، والجُؤْوَةُ ، كالجُعْوَةِ : لونٌ من أَلْوانِ الخَيْلِ والإبلِ ، وهي غُبْرَةٌ في حُمْرَةٍ أَو كُدْرَةٌ في صُدْأةٍ.
وفي الصِّحاحِ : حُمْرَةٌ تضْربُ إلى السَّوادِ.
جَئِيَ الفَرَسُ ، كفَرِحَ كما في الصِّحاحِ ؛ وجَأَى كسَعَى ؛ وقالَ الأصْمعيُّ : جَئِيَ البَعيرُ واجْأَوَى كارْعَوى اجْتِواءً ، والنَّعْتُ : أَجْوَى ، كذا في النُّسخِ والصَّوابُ أَجْأَى ؛ وجَأْواءُ.
وفي الصِّحاحِ : فَرَسٌ أَجْأَى ، والأُنْثَى جَأْواءُ.
قالَ ابنُ بَرِّي : ومنه قَوْلُ دُرَيْدٍ بنِ الصمّةِ :
بجَأْواءَ جَوْنٍ كلونِ السَّماء |
|
تَرُدُّ الحديدَ كَلِيلاً فَلِيلاً (٦) |
__________________
(١) اللسان.
(٢) سورة الأنعام ، الآية ١٢٨.
(٣) اللسان والتهذيب : الثواء.
(٤) سورة يوسف ، الآية ٢٣.
(٥) في اللسان والأساس : «ثاويها» وفي التهذيب : «ثاوٍ» بحذف «بها».
(٦) اللسان وفيه : «فليلاً كليلاً».