فما بَزِيَتْ من عُصْبَةٍ عامِريَّةٍ |
|
شَهِدْنا لها حتَّى تَفُوزَ وتَغْلِبا (١) |
أَي ما غَلَبَتْ ؛ كأَبْزَى (٢) به ؛ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، قالَ : ومنه هو مُبْزٍ بهذا الأَمْرِ ، أَي قَوِيٌّ عليه ضابِطٌ له ؛ قالَ الشاعِرُ :
جارِي ومَوْلايَ لا يُبْزَى حَرِيمُهُما |
|
وصاحِبي من دَواهِي الشَّرِّ مُصْطَحِبُ (٣) |
وقالَ أَبو طالِبٍ يُعاتِبُ قُرَيْشاً في أَمْر النبيِّ صلىاللهعليهوسلم ، ويَمْدحُه :
كَذَبْتُم وحَقّ اللهِ يُبْزَى محمدٌ |
|
ولما نُطاعِنْ دُونه ونُناضِل (٤) |
قالَ شَمِرٌ : مَعْناه يُقْهَر ويُسْتَذَلُّ ؛ قالَ : وهذا مِن بابِ ضَرَرْتُه وأَضْرَرْتُ به ، وأَرَادَ لا يُبْزَى فحذَفَ لا مِن جَوابِ القَسَم وهي مُرادَة ، أَي لا يُقْهَر ولم نُقاتِل عنه ونُدافِع.
والبَزاءُ : انْحناءٌ في الظَّهْرِ عندَ العَجْزِ في أَصْلِ القَطَنِ ، أَو إشْرافُ وَسَطَ الظَّهْرِ على الإِسْتِ ؛ أَو خُروجُ الصَّدْرِ ودُخولُ الظَّهْرِ ؛ وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ.
أَو أَن يَتَأَخَّرَ العَجُزَ ويَخْرُجَ.
بَزِيَ الرَّجُلُ ، كرَضِيَ ، يَبْزَى ، وبَزَا ، كدَعَا ، يَبْزُو بَزَا وبزوا (٥).
فهو أَبْزَى وهي بَزْواءُ ؛ قالَ كثِّيرٌ :
رَأَتْني كأَشْلاءِ اللِّحامِ وبَعْلُها |
|
من الحَيِّ أَبْزَى مُنْحَتٍ مُتَباطِنُ (٦) |
وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للرَّاجزِ :
أَقْعَس أَبْزَى في اسْتِه تأْخِيرُ
ورُبَّما قيلَ : هو أَبْزَى أَبْزَخ كالعَجُوزِ البَزْواءِ والبَزْخاء للتي إذا مَشَتْ كأَنَّها راكِعَةٌ ؛ قالَ الشاعِرُ :
بَزْوَاءُ مُقْبِلةً بَزْخاءُ مُدْبِرَةً |
|
كأَنَّ فَقْحَتَها زِقٌّ به قارُ (٧) |
وقيلَ : البَزْواءُ مِن النِّساءِ التي تُخْرِجُ عَجيزتَها ليَراها الناسُ.
وفي التَّهْذِيبِ : أَمَّا البَزَا (٨) فكأَنَّ العَجْز خَرَجَ حتى أَشْرَفَ على مُؤَخَّرِ الفَخْذَيْن. وقالَ في مَوْضِع آخر : والبَزَا (٩) أَنْ يَسْتَقْدِمَ الظَّهْرُ ويَسْتَأْخِرَ العَجُزُ فتَراهُ لا يَقْدِر أَنْ يقيمَ ظَهْرَه.
وتَبازَى : رَفَعَ عَجُزَهُ ؛ كما في الصِّحاحِ.
وقيلَ : حَرَّكَ عَجُزَهُ في المَشْي ؛ ومنه حدِيثُ عبدِ الرحمنِ بنِ جُبَيْر : «لا تُبَازِ كتَبازِي المَرْأَةِ» ؛ وقيلَ : مَعْناه لا تَنْحَنِ لكلِّ أَحَدٍ ؛ وقالَ عبدُ الرحمنِ بنُ حَسَّان :
سائِلاً مَيَّةَ هل نَبَّهْتُها |
|
آخِرَ الليلِ بعَرْدٍ ذِي عُجَرْ (١٠) |
فَتَبَازَت فتَبازَخْتُ لها |
|
جِلْسَةَ الجازِرِ يَسْتَنْجِي الوَتَرْ (١١) |
تَبَازَتْ أَي رَفَعَتْ مُؤَخَّرَها ؛ كأَبْزَى ؛ كما في الصِّحاحِ ؛ وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
لو كانَ عَيناكَ كسَيْلِ الرِّواية |
|
إذاً لأَبْزَيت بمَنْ أَبْزَى بِيَهْ (١٢) |
وقالَ أَبو عبيدٍ : الإِبْزاءُ أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُل مُؤَخَّرَه.
وتَبازَى : وَسَّعَ الخَطْوَ.
__________________
(١) اللسان والتهذيب.
(٢) في القاموس : «كأبْزَاهُ».
(٣) اللسان وعجزه فيه :
وصاحبي من دواعي الشرّ مصطخبُ
(٤) اللسان والتهذيب وفيه : ونقاتل.
(٥) كذا ، ولعله : بَزَا بَزْواً ، بحذف الواو.
(٦) اللسان وعجزه في المقاييس ١ / ٢٤٥ وفيها «من القوم».
(٧) اللسان والتهذيب.
(٨) في اللسان : البزاء.
(٩) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : التَّبَزِّي.
(١٠) اللسان.
(١١) اللسان والتهذيب ، وبالأصل «يستنحي».
(١٢) اللسان والتهذيب.