تعطي معنى الضعف ، وقد تحقق هذا المعنى
كلمة « أوهى » ولكن المثل استعملها دون سواها لما يعطيه ضم حروف الحلق وأقصى الحلق
على النون من التصاق وانطباق وغنة لا تتأتى بضم الألف المقصورة إليها ، حينئذ تصل
الكلمة إلى السمع وهي تحمل لوناً باهتاً مؤكداً بضم هذه النون إلى تلك الحروف
لتحدث وقعاً يشعر بالضعف المتناهي لا مجرد الضعف وحده.
ثالثاً
: الكلمة ( كل ) من قوله تعالى :
( وهو كلّ على مولاه ...
)
فإنها توحي عادة بمعنى العالة ، ولكن
المثل استعملها دون سواها لإضاءة المعنى بما فيها من غلظة وشدة وثقل ، لهذا الصدى
الخاص المتولد بأطباق اللسان على اللهاة في ضم الكاف إلى الكلام المشددة. وما ينجم
عن ذلك من رنة في النفس ، ووقع على السمع ، من وراء ذلك بأن هذا العبد شؤم لا خير
معه وبهيمة لا أمل بإصلاحه ، فهو عالة عادة بل هو « كل » وكفى.
رابعاً
: الكلمة « صر » في قوله تعالى :
( كمثل ريح فيها صر ... )
إنها كلمة لا يسد غيرها مسدها في المعجم
بهذه الدلالة الصوتية الخاصة لما تحمله من وقع تصطك به الأسنان ، ويشتد معه اللسان
، فالصاد الصارخة مع الراء المضعفة قد ولدتا جرسا يضفي صيغة الفزع ، وصورة الرهبة
، فلا الدفء يستنزل ، ولا الوقاية تتجمع ، بما يزلزل وقعه كيان الإنسان.
خامساً
: « تمسه » في قوله تعالى :
( ولو لم تمسسه نار ... )