صدامات عدائية بين عبد الله بن فيصل وتابعه الاسمي الذي اصبح معروفاً اكثر باسم ابن رشيد ، لكن ابن رشيد كان يعتقد بان فرصته لم تحن بعد ولهذا فانه احجم عن توتير علاقاته مع الرياض (١).
واخيراً حلت اللحظة التي انتظرها ابن رشيد طويلاً ليضع يده على نجد بأسرها ، ففي ١٨٨٦ اطاح ابناء أخ عبد الله بن فيصل بعمهم وألقوه في السجن ثم اعلن اكبرهم وهو محمد بن سعود نفسه حاكما للرياض ، فبادر ابن رشيد ، كأي تابع مخلص ، إلى التحرك نحو الرياض واعدام جميع ابناء سعود باستنثاء اصغرهم عبد العزيز الذي نقله إلى حائل ثم اطلق سراح عبد الله بن فيصل واعاد اليه لقبه اميراً لنجد ولكنه اخذه معه إلى حائل ونصب أحد صنائعه حاكماً للرياض. وهكذا انتهى استقلال اسرة ابناء سعود واستبدال علمهم الاحمر والابيض في وسط شبه الجزيرة العربية بعلم آل رشيد الاخضر الفاقع (٢). ولم تحل سنة ١٨٨٩ وهي السنة التي توفي فيها عبد الله بن فيصل الذي سمح له ابن رشيد فيما بعد إلى الرياض الا وكانت سلطة امير حائل قد جرى الاعتراف بها لا في نجد وحدها بل في الصحراء باجمعها من حدود سوريا إلى النفوذ ومن وادي الفرات حتى حدود اليمن وعمان. ومع ان عبد الرحمن بن فيصل وهو اخو عبد الله الراحل قام في ١٨٩٠ بمحاولة لاحياء اسرة آل سعود وتمكن من طرد صنيعة ابن رشيد من الرياض ، الا ان نجاحه هذا كان قصير الامد اذ لم يلبث حاكم وسط الجزيرة العربية القوي ان أخمد الانتفاضة بسرعة وأخضع الرياض مجدداً (٣).
__________________
(١) Aitchison, OP. Cit. vol. xp. ١٠٥.
(٢) Zwemer; OP. Cit. p. ٢٠١.
(٣) Curzon; op. Cit. vol. II. P. ٤٦٢.