(طلال) سياسة ابيه بمهارة وكان في واقع الحال حاكماً لجبل شمر مستقلاً تمام الاستقلال عن الرياض. غير ان طلال هذا اصيب بمرض عُضال لا يُرجى شفاؤه فاطلق النار على نفسه في ١٨٦٧ ، فانتقلت السلطة إلى اخيه (متعب) الذي لم يلبث ان قتل بعد سنة من ذلك على يد ابناء اخيه طلال فاخذ احدهم وهو بندر زمام الحكم بيده (١).
وفي هذه الاثناء كان محمد الابن الاصغر لعبد الله بن رشيد يعيش في الرياض رهينة في بلاط آل سعود وكان منذ وقت طويل يتحين الفرصة المناسبة لاستعادة إرث ابيه وقد استغل مقتل متعب غدراً لتحقيق نواياه الطموحة هذه حيث سار ، بموافقة امير نجد انذاك عبد الله بن فيصل ، إلى حائل ومعه فصيل من المتطوعين وقتل ابن اخيه بندر بيده ثم اعدم اخوته الخمسة واعلن نفسه في ١٨٦٨ اميراً لجبل شمر (٢).
لقد حصل مع استيلاء محمد بن عبد الله بن رشيد على الحكم انقلاب جذري في مصير هذه الاسرة التي تحولت من الخضوع لابناء سعود تحكم باسمهم احدى مناطق نجد فقط ، إلى اسرة حاكمة تشمل سلطتها وسط شبه جزيرة العرب باجمعه. لقد قرر امير حائل الجديد ان يعمل بشكل خفي غير ملحوظ على انتقال نجد باجمعها إلى يده ولهذا فانه عمل بهمة وبدون كلل وطيلة ثماني عشرة سنة على ان يوجد لنفسه حلفاء وانصاراً فجذب إلى صفه بالهدايا الثمينة والكرم الزائد البدو وعزز سلطته بحكم صارم ولكنه عادل ، وما كان بامكان هذه السياسة ان تغيب عن اهتمام آل سعود ، لذا فقد حصلت في ١٨٨٢ وفي السنة التي تلتها
__________________
(١) Curzon, OP. Cit. vol. II, p. ٤٦١.
(٢) zwemer, OP. Cit. p. ٢٠٠.