إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها [ ج ٢ ]

ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها

ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها [ ج ٢ ]

المؤلف :الكسندر أداموف

الموضوع :التاريخ والجغرافيا

الناشر :دار ميسلون للنشر

الصفحات :393

تحمیل

ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها [ ج ٢ ]

274/393
*

اصبحت في ١٨٧٨ - ١٨٧٩ مسرحاً لانتفاضة جديدة اشعلها ابناء امير نجد الراحل سعود الذين ارادوا اقتطاع هذا الاقليم من الدولة العثمانية ، فحاصروا القطيف من البر والبحر. وقد جرى اخماد هذه الانتفاضة ، مثل سابقتها بسرعة بواسطة قوات عثمانية ارسلت من العراق ، وبعد ان تم ذلك عين للاحساء حاكم عثماني برتبة متصرف ووضعت في مدينتي الهفوف والقطيف حاميتان عثمانيتان (١) ، وهكذا اتخذ سنجق الاحساء أو سنجق نجد شكله الحالي نهائياً. اما فيما يتعلق بالجزء الثالث من السنجق المذكور ونعني شبه جزيرة قطر فانه انضم إلى الممتلكات العثمانية في ١٨٧١ ايضاً أي في نفس الوقت الذي جرى فيه الاستيلاء على الاحساء والقطيف ، فقد وضع حاكم قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني في السنة المذكورة نفسه طوعاً تحت حماية الدولة العثمانية التي بادرت إلى تعيينه قائمقاماً من قبلها ووضعت في البدع (٢) عاصمة قطر حامية عثمانية (٣).

ومع ذلك فان الدولة العثمانية ، حتى بعد ان رسخت اقدامها في الزاوية الشمالية الشرقية ، من شبه جزيرة العرب لم تكن تستطيع الاطمئنان إلى ان ممتلكاتها في الجزيرة العربية بل وحتى العراق ستكون بمنأىً عن تطاولات امراء نجد من سلالة ابن سعود. ولكي تحل هذه القضية كان من الواجب عليها ان تقضي على استقالال نجد وتمحو سلالة الوهابية المعادية لها محواً تاماً. ولما كان من غير الممكن ، من الناحية الطبيعية ، التوغل في شبه الجزيرة نفسها فان كلّ جهود الباب العالي تركزت منذ ذلك الوقت

__________________

(١) Aitchison, OP. vol. x, p. ١٠٥.

(٢) انظر هامشنا في الصفحة ١٠ من الجزء الأول من هذا الكتاب. (المترجم).

(٣) Curzon, OP. Cit. vol. II, p. ٤٥٣. ٤