الدولة العثمانية وذلك ببناء عدد اخر من القلاع على الطريق من دير الزور إلى بغداد في مواضع عانة والرمادي وغيرها.
كان المشروع السياسي التالي لمدحت باشا هو جعل شيخ الكويت تبعاً للسلطان. ويذكر ابن مدحت باشا علي حيدر مدحت بيك في الكتاب الذي اصدره عن حياة ابيه (١) ان احد الولاة الذين سبقوا مدحت وهو محمد نامق باشا جرب ان يخضع الكويت لسلطته ويجبر سكانها على دفع الضرائب إلى الخزينة العثمانية غير ان هذه المحاولة لم تنجح انذاك فاحتفظ الشيوخ هناك باستقلالهم وواصلوا استخدام عملهم الخاص. وقد تمكن مدحت باشا من الاتفاق مع الكويتيين فاعترفوا بسيادة السلطان وقبلوا بالعلم العثماني كعلامة على خضوعهم بشرط ان يحتفظوا بوضع شبه مستقل وان تبقى السلطة الادارية بايدي شيوخهم. وبعد ان قبل الباب العالي بهذه الشروط اصبح الكويت سنجقاً من سناجق ولاية بغداد وظل كذلك إلى ان انفصلت ولاية البصرة عن ولاية بغداد في ١٨٨٣ فاصبح الكويت من ضمن ولاية البصرة ولكن في هذه المرة كقضاء صغير من أقضية سنجق البصرة.
لقد ادى اخضاع الكويت سلمياً وضمه إلى باشوية بغداد إلى ان تمتد حدود هذه الاخيرة إلى منطقة القطيف وواحة الاحساء التي تتاخمها مباشرة. وكانت هذه المنطقة كما يشهد التاريخ تعود منذ القديم إلى الدولة العثمانية حتى انه كان هناك محافظون عثمانيون على شكل متصرفين (٢). ولكن الصلة بين الممتلكات العثمانية الاصلية وهذه المنطقة التي يفصلها
__________________
(١) Midhat Bey OP, Cit. p. ٥٤.
(٢) انظر الصفحات ٣٨ ، ٥٧ - ٧٣ من هذا الكتاب.