احتلوها.
وانشغل مدحت باشا بدرجة من النشاط لا تقل عن ذلك بتنظيم جباية الضرائب والالتزامات الحكومية من القبائل العربية التي كانت تتهرب من دفع ضريبة العشر ومن تأدية الضريبة المفروضة على كل خيمة بكل الوسائل الممكنة بما في ذلك رفع السلاح بوجه جباة الضرائب. ولم يكن مدحت باشا في مثل هذه الحالات يتردد في اتخاذ اجراءات متطرفة ، فقد سار بنفسه على رأس حملة تأديبية إلى الديوانية والدغارة عندم غار العرب على كتيبة ارسلها بقيادة احد العقداء لجمع ضريبة العشر وقضوا عليها فتغلب على القبائل المسؤولة عن الحادث والقى القبض على شيوخها وقدمهم إلى محكمهم عسكرية حكمت عليهم بالموت جميعاً ونفذ الحكم فيهم على الفور.
وبعد ان نجح مدحت باشا لدرجة لا يستهان بها فيحل مسألة تنظيم جباية الضرائب والاتاوات المفروضة على القبائل العربية وهي مسألة صعبة ، قرر ان ينتهي بضربة واحدة من عشيرة شمر جربة التي كانت تنتقل في المنطقة الواقعة إلى الشمال من بغداد وتشكل خطراً دائماً على الهدوء والنظام في العراق. وقد اعتقد مدحت باشا بان من الضروري له ان يضمن تأييد اعداء شمر اللدودين ونعني عرب المنتفق قبل ان يبدأ بتنفيذ الخطة التي اضمرها ، فسعى ، من اجل ذلك إلى ان يجلب شيخهم ناصر السعدون إلى صفّه واستطاع ان يقنع الباب العالي بتعيين الشيخ المذكور متصرفاً لسنجق المتنتفق الحالي الذي فصل عن باشوية بغداد خصيصاً لهذا الغرض وبمنحة رتبة باشا. وقد رحب شيخ المنتفق بالتحالف مع مدحت باشا لانه كان مدفوعاً بكرهه الشخصي وتنافسه مع شيخ شمر جربة عبد الكريم ابن الشيخ صوفك الشهير في حينه بالاضافة إلى العدد بين المنتفق