الحسين عليهالسلام
، « إنّ الله تعالى عوّض الحسين من قتله أن جعل الإمامة في ذريّته ، والشفاء في
تربته ، وإجابة الدعاء عند قبره ... » .
وهذه حقيقة هامّة يجب أنْ لا نغفل عنها
، وهي أن إيماننا بالمهدي لا يرتبط بأنفسنا من ناحية ذاتية ، بحيث أني لو أحببت
المهدي أؤمن به ، ولو لم أُحبّ لا أؤمن ، إيماني بالمهدي خضوع وتسليم لإرادة الله
كإيماني بكل ما أراه من سنّة الله تبارك وتعالى في هذا الكون وسنّته في الخلق ، عليّ
أن أنسجم وأن أجعل نفسي وحياتي ملائمة ومنسجمة مع سنّة الله ، سنن الله سبحانه
وتعالى لا تكون بحيث يرضى بها أحد فتكون سنّة ويكرهها آخر فلا تكون سنّة بالنسبة
إليه.
النقطة
الثانية :
إنّني حينما أتكلم عن المهدي سلام الله
عليه أتكلّم عن موقع المهدي والمهدوية في عقائدنا نحن الشيعة الإمامية الاثنا
عشرية ، وتفسير هذا أنّ المهدي سلام الله عليه قد يختلف عن باقي الأئمة ، ومنهم
أمير المؤمنين سلام الله عليه ، فله جانبان : جانب اختصصنا به نحن الإمامية ، وجانب
ثان اشترك فيه معنا غيرنا من فرق المسلمين ، وحتّى أمير المؤمنين سلام الله عليه
له جانبان ، جانب أقرّ به غيرنا من فرق المسلمين ، وخاصة الفرق التي لها جانب
رواية للسنّة وعناية بالحديث.
فلا أتكلم هنا عن المهدي والمهدوية عند
المعتزلة ، لأن المعتزلة أطّروا
__________________