فصل الذال
[ذأن] : الذُّؤْنُونُ ، كزُنْبُورٍ : نَبْتٌ يَنْبتُ في أُصُولِ الأَرْضِ والرِّمْثِ ، والأَلاءِ تَنْشقُّ عنه الأَرْضُ فيخرجُ مِثْل سواعِدِ الرِّجالِ لا وَرَق له ، وهو أَسْحَمُ وأَغْبَرُ ، وطرفُه مُحدَّدٌ كهَيْئةِ الكَمَرَةِ ، وله أَكْمامٌ كأَكْمامِ الباقِلَّي ، وثَمرَةٌ صفْراءُ في أَعْلاه.
وقالَ ابنُ شُمَيْل : الذُّؤْنُونُ : أَسْمَر اللَّوْنِ مُدَمْلَكٌ له وَرَق لازِقٌ به ، وهو طَويلٌ مِثْل الطُّرْثُوث ، ولا يأْكُلُه إلَّا الغَنَم ، ينبتُ في سهولِ الأرْضِ.
وقالَ ابنُ بَرِّي : هو هِلْيَوْنُ البرِّ ؛ وأَنْشَدَ للرَّاجزِ يَصِفُ نفْسَه بالرَّخاوَةِ واللِّينِ :
كأنَّني وقَدَمي تَهِيثُ |
|
ذُؤْنونُ سَوْءٍ رأْسُه نَكِيثُ (١) |
والجمْعُ الذآنِينُ ، قالَ الأزْهرِيُّ : ومنهم مَنْ لا يَهْمزُ فيقولُ : ذُونُون وذَوانِينُ ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي في الجمْعِ :
غَداةَ تولَّيْتمْ كأَنَّ سيوفَكُم |
|
ذَآنينُ في أَعْناقِكم لم تُسَلِّلِ (٢) |
وخَرَجُوا يتَذَأْنَنُون : أَي يَجْنونَه.
وفي الصِّحاحِ : يأْخذُونَ الذَّآنِينُ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ : أي يَطلبُونَ الذَّآنِينُ ويأْخذُونَها.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
ذَأْنَنَتِ الأرْضُ : أَنْبَتَتْه.
ويقالُ للقوْمِ إذا كانتْ لهم نَجْدَةٌ وفَضْلٌ فهَلكُوا وتغيَّرَتْ حالُهُم : ذَآنِينُ لا رِمْثَ لها وطَراثيثُ لا أَرْطَى أَي قد اسْتُؤْصِلوا صِلوا فلم تبْقِ لهم بقيَّة.
وذأَنَه ذأْناً : إذا حَقَّرَ شأْنَهُ وضَعَّفَه.
[ذبن] : الذُّبْنةُ ، بالضَّمِّ : أَهْمَلَه الجوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ : هو ذُبولُ الشَّفَتَيْنِ من العَطَشِ.
قيلَ : لُغَةٌ في الذُّبْلَةِ ، باللامِ ، وقيلَ : مَقْلوبٌ منه ، قالَهُ الأَزْهرِيُّ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
[ذخن] : ذَخِينُو (٣) ، بفتْح فكسْرٍ : قرْيةٌ بسَمَرْقَنْد ، منها عبْدُ الوَهابِ بنُ الأَشْعَث الذَّخِينويُّ الحنَفيُّ عن الحَسَنِ (٤) ابنِ عَرَفَة.
[ذعن] : أَذْعَنَ له إذْعاناً : خَضَعَ وَذَلَّ ، كما في الصِّحاحِ.
وأَذْعَنَ لي بحقِّي : أَقَرَّ ؛ وكذلِكَ أَمْعَنَ به ، أَي أَقَرَّ طائِعاً غَيْر مُسْتَكْرِهٍ.
وقوْلُه تعالى : (وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ) (٥) أَي مُقِرِّين خاضِعِين.
وقالَ أَبو إسْحق : أَذْعَنَ في اللّغَةِ : أَسْرَعَ في الطَّاعَةِ ؛ تقولُ : أَذْعَنَ لي بحقِّي ، معْناهُ طاوَعَنِي لما كنتُ أَلْتِمسُهُ منه ، وصارَ يُسْرعُ إليه ؛ وبه فُسِّرَتِ الآيةُ أَيْضاً.
وقالَ الفرَّاءُ : مُذْعِنِينَ : مُطِيعِيْن غَيْر مُسْتكْرِهِين.
وأَذْعَنَ الرَّجُلُ : انْقَادَ وسَلِسَ ؛ وبه فُسِّرَتِ الآيةُ أَيْضاً ؛ كَذَعِنَ ، كفَرِحَ ، ذَعَناً.
وناقَةٌ مِذْعانٌ : مُنْقَادَةٌ لقائِدِها سَلِسَةُ الرَّأْسِ.
وقوْلُهم : رَأَيْتُهم مِذْعانِينَ ، صَوابُه بالياءِ المُوَحَّدَةِ :
أَي مُتَتابِعِينَ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
رجلٌ مِذْعانٌ : أَي مُنْقادٌ ؛ كما في الأساسِ.
والإِذْعانُ : الإدْرَاكُ والفَهْمُ ، هكذا اسْتَعْمَلَهُ بعضٌ.
قالَ شيْخُنا ، رَحِمَه اللهُ تعالى : ولا أَصْلَ له في كَلامِ
__________________
(١) اللسان.
(٢) اللسان.
(٣) قيدها ياقوت : ذَخِينَوَى ، مقصور.
(٤) في معجم البلدان : «الحسين».
(٥) النور ، الآية ٤٦.